فلسطين أون لاين

حوار أبو دياب .. ناشط مقدسي مهدد بهدم منزله الذي ورِثه عن أجداده

...
القدس المحتلة- غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

قبل 58 عامًا، وُلِد الناشط المقدسي فخري أبو دياب في منزلٍ توارثته عائلته "أبًا عن جد" في منطقة البستان الواقعة في قلب بلدة سلوان في القدس المحتلة.

لكن هذه العقود الزمنية والأوراق الثبوتية، لا تشفع للمقدسي أبو دياب أمام مخططات وأطماع إسرائيلية ممنهجة في القدس المحتلة.

فمنزل العائلة أعاد ترتيبه والده في الخمسينيات من القرن الماضي، بعد أن ورثه عن أجداده.

وحينما قرر الوالد تزويج "فخري" لم يعد البيت يتسع له ولأولاده فلجأ لتحصيل ترخيص لتطوير المنزل من بلدية الاحتلال في القدس المحتلة وغيرها من الجهات المختصة لكن دون فائدة!

 

أروقة الاحتلال

واضطرت العائلة لتوسعة المنزل عام 1989م على عاتقه الشخصي، وظلَّت منذ ذلك الحين يجري بين أروقة المؤسسات الحكومية الإسرائيلية سعيًا لترخيص البناء دون جدوى.

وقال فخري: "أزعم أنني أمتلك أكبر ملف لترخيص منزل في العالم، فقد استوفيتُ جميع الأوراق المطلوبة، ومنذ ثلاثين عامًا وأنا أحاول معهم (الاحتلال) لكنهم يتبعون سياسة عدم التراخيص لأي مقدسي".

وأوضح فخري أن الاحتلال يريد أن "يحاكي حضارة يهودية" مزعومة يدعي أنها كانت موجودة في المنطقة بإنشاء "حدائق توراتية" على أنقاض بيوت القدس المحتلة.

وحال عائلة أبو دياب كحال غيرها من عائلات بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، ومساحتها 5640 دونمًا.

وسلوان بجميع مناطقها كـ"وادي حلوة" (القريب من باب المغاربة) وبطن الهوى وغيرها من الحارات المقدسية يهدف الاحتلال لتصفية الوجود الفلسطيني فيها نهائيًّا، بادعاء أنها شهدت بداية "دولة اليهود قبل  3000 عام".

ويسعى الاحتلال لمصادرة أراضي المنطقة لإقامة مستوطنات ومتنزهات و"حدائق تلمودية" لتحيط بالمسجد الأقصى المبارك من جميع الجوانب.

وتحتوي المنطقة المحيطة بالمسجد المبارك، آثارًا تعود لأكثر من 5000 عام، وتضم كنوزًا عثمانية وكنعانية وقصورًا أموية يتعمد الاحتلال سرقتها أو تزييفها ونسبها لحضارة يهودية مزعومة.

وأكد الناشط المقدسي أن حجج الاحتلال واهية، لافتًا إلى أن الأخير سلَّم جاره المقدسي قرارًا بهدم منزله المبني منذ عام 1870م "الحجارة والطراز المعماري الخاص به تابع  للقرن التاسع عشر قبل أن تكون هناك بلدية للاحتلال في القدس".

وأشار إلى أن منزل عائلته يبعد قرابة 300 متر عن جنوب المسجد الاقصى، ويسكن فيه 13 فردًا.

 

صراع طويل

وذكر فخرى أن سلطات الاحتلال سلَّمت العائلة أمر هدم عام 2014م، ودفع غرامة مالية قدرها 1000 شيقل، بذريعة توسعة المنزل دون ترخيص.

وأشار إلى أن بلدية الاحتلال أعادت تسليم العائلة قرارًا بالهدم مرة أخرى ديسمبر 2020، عازيًا ذلك، لأسباب كيدية.

وتابع: الاحتلال يحارب النشطاء المقدسيين الذين يفضحون مخططات التهويد وسياسات الاحتلال تجاه الإنسان والمقدسات.

ونبَّه إلى أن الاحتلال والمستوطنين لم يتركوا طريقًا لإجباره على ترك منزله، فاعتقلوا سابقًا زوجته وأولاده، "ولكن ذلك لم ولن يؤثر علينا  كوننا أصحاب حق".

ويتوقع أبو دياب أن تأتي جرافات الاحتلال في أي لحظة لهدم منزله؛ لكسر صمود المقدسيين، ويختم: "سأبقى بجوار بيتي ولو أقمتُ أنا وأبنائي وأحفادي تحت أشجاره .. الاحتلال واهمٌ أنه يمكنه أن يجبرنا على ترك بيوتنا".

 

المصدر / فلسطين أون لاين