فلسطين أون لاين

​قراء قدامى قالوا عنها : لا يبدأ الصباح إلا بـ"فلسطين"

...
غزة - أسماء صرصور

"لا يبدأ الصباح إلا بفلسطين" مقولة اتفق عليها قراء الصحيفة جميعًا من المشتركين القدامى الذين قابلتهم خلال إعداد هذا التقرير، فجلهم لا يبدؤون يومهم إلا بتصفح سريع لأهم الأخبار التي تحتويها، وإن تأخر عدد اليوم عنهم يبدأ هاتف الموزع بالرنين المتواصل، وبانزعاج يقولون: "وين الجريدة يا أبو العبد؟!"، بالنفس نفسه على مدى عشر سنوات هي عمر الصحيفة وعمر اشتراكهم فيها.

محمد ريشة (67 عامًا)

يعمل حارسًا ليليًّا في إحدى الشركات، وينتهي عمله مع إشراقة كل يوم، لكنه لا يغادر مقر العمل إلا وهو يصطحب صحيفة "فلسطين" معه، وإن تأخر العدد يتصل عدة مرات بالموزع، حتى إن الموزع نفسه أصبح يختصر الطريق؛ فإن أصاب دراجته النارية عطل يتصل بالحاج محمد، ويطلب منه أن يمهله القليل من الوقت.

ولما كان دوامه ليليًّا فمن البدهي أن يعود إلى المنزل صباحًا ويأخذ قسطًا من النوم، لكنه بأي حال من الأحوال لا يمكن له أن ينام دون أن يتصفح عدد اليوم، وإن سريعًا.

الحاج محمد يركز على قراءة الصفحات المنوعة التي تحمل له مواضيع إسلامية واجتماعية وطبية لتزيد معرفته وثقافته، ويشارك في حل مسابقاتها باحثًا بين الكتب والموسوعات ليظفر بمعلومات جديدة يضيفها إلى رصيده.

ويشير إلى أنه يحتفظ في مقر عمله بدفترٍ يسجل فيه أهم الأحداث التي تهمه في زاوية "حدث في مثل هذا اليوم"، حتى يرجع إليها وقت الحاجة، ويقرأ يوميًّا صفحة الوفيات، فإن حصلت حالة وفاة لصديق مقرب له يسارع إلى تلبية واجب العزاء.

في أثناء الحديث إليه أخبرتنا زوجته أنه لا يستغني عن شراء العدد، مهما كان ضيق الحال يعمّ المنزل، معبرة عن ذلك بحاجتهم للقرش، لكنه يصر على شرائها كل يوم وتصفحها على الأقل ثلاث مرات خلال يومه، ويصحبها معه ليكمل قراءتها في أثناء حراسته للشركة، وإن نسي نظارة القراءة يرسل إلى المنزل عدة مرات لإحضارها له.

مروان جبريل (68 عامًا)

حبه للقراءة والاطلاع دفعه إلى متابعة الصحف المصرية في الماضي، وتابع شغفه بمتابعة صحيفة "فلسطين" بعد تعذر وصول الصحف المصرية إلى قطاع غزة، وهو يرى أنها _أي صحيفة "فلسطين"_ لا تستخف ولا "تستغبي" القارئ، وفق قوله، فكتاب المقالات يحترمون عقل القارئ ويحترمون ذاكرته في استحضار الأحداث، بخلاف غيرهم من كتاب مقالات في صحف أخرى.

فهو يتابع بكل اهتمام مقالات د. فايز أبو شمالة، ود. عصام شاور، ود. يوسف رزقة، ويشير إلى أن "فلسطين" تأخذه في جولة خفيفة حول العالم والأخبار الفلسطينية، وتضعه في بوتقة الحدث بمتابعة كل الأزمات والأخبار الفلسطينية كالكهرباء والأسرى وغير ذلك.

عبد الكريم نصار (82 عامًا)

يشير إلى أنه حضر احتفالية انطلاقة الصحيفة قبل عشر سنوات، ومنذ ذلك اليوم يحرص على قراءتها يوميًّا، ويبدأ يومه بقراءة الصفحة الأولى لمعرفة أهم الأخبار، والأخيرة لمتابعة (الكاريكاتير) الذي يقف كثيرًا عنده ويناقش رسوماته مع المقربين منه، وهو يحب كل ما يرسمه د. علاء اللقطة في كل عدد، ويتابع أيضًا أخبار المنوعات الخفيفة فيها، ويهتم بقراءة حالات الوفيات.

ويتابع بدقة الإعلانات الواردة في الصحيفة، عسى أن يستفيد منها هو أو غيره من الأقارب والمعارف، ويخبر صاحب الشأن بها، وكثيرًا ما يهتم بمتابعة المقالات مثل غيره من قدامى قراء الصحيفة، فمقالات د. فايز أبو شمالة، ود. عصام شاور، ود. يوسف رزقة، والكاتبة لمى خاطر من أولويات القراءة لديه.

وبعد المرور السريع على عناوين الصحيفة صباحًا يقرأ بعض الأخبار الواردة فيها وقت قيلولته، وفي الليل قبيل موعد نومه يكمل قراءة الأخبار، فهو يحرص على قراءة كل شاردة وواردة تحتويها صفحات الصحيفة.

نصار متابع جيد لكل الأخبار السياسية الدولية والمحلية، والأخبار المحلية يهتم بمعرفتها، لذا إن وجد عنوانًا في الصحيفة لخبر سبق أن شاهده على التلفاز؛ يقرأه ليعرف المزيد من خلفيات الخبر والتحليلات التي توردها الصحيفة.

ويتألم كثيرًا وهو يقرأ أخبار الجرائم والحوادث التي تورد تفاصيلها الصحيفة، لكنه يشجع استمرار عرض كل ما يدور في هذه الناحية، على أمل توعية الجمهور ضرورة الابتعاد عن الجرائم، وإيجاد حل رادع للمجرمين وآمن للمواطنين.

محمد أبو جهل (67 عامًا)

الطبيب المتقاعد رحّب كثيرًا بنا، وهو يستذكر كيف أنه اشترك في صحيفة فلسطين منذ اليوم الأول لصدورها، وينتظرها يوميًّا بُعيد صلاة الفجر من كل يوم ليبدأ بها يومه، بعد الصلاة وقراءة ورده من القرآن الكريم.

ويذكر أنه في أثناء عمله طبيب أطفال كان يحتك بالكثير من الناس ويعرف أخبار العالم والمدينة بكل تفاصيلها، لكنه بعد تقاعده قل احتكاكه بالمجتمع كثيرًا، فكانت صحيفة فلسطين تمثل له النافذة التي يبصر بها العالم أجمع.

وعند سؤاله عن أكثر ما يشده في الصحيفة ليقرأها أمسك عدد اليوم، وبدأ يقلب صفحاته صفحة صفحة، ويخبرنا عن كل ميزة في كل صفحة، إضافة إلى ملاحظات له على بعض الأمور في بعض الصفحات.

ويقول: "إن مقال د. يوسف رزقة هو أول ما أبدأ به يومي في أثناء تصفح العدد، وأتبعه بمقالات الكُتَّاب الآخرين، الذين يزودونني بمعلومات كثيرة في الواقع السياسي، حتى إني أعرف معلومات حياتية وشخصية عن عدد كبير من كتاب الصحيفة".

ويتابع زاوية "حدث في مثل هذا اليوم"، ويقارن ما بين ما تحتويه ذاكرته من معلومات، وما تورده الصحيفة، وأكثر ما يحبه أن صفحة الاستراحة تنقل إليه بعض الأخبار الخفيفة والمنوعة من "تركيا"، البلد الذي يحب لأنه يذكره بروابط إيمانية محببة إلى نفسه.

ويتمنى أن تستمر الصفحة الدينية في كل عدد، كونه يستزيد منها معلوماتيًّا في الأمور الإسلامية وأحكام الدين الإسلامي، ويرى أن المواضيع التي توردها الصحيفة في المنوعات مواضيع منتقاة بطريقة مميزة جدًّا.

رغدة أبو رمضان (68 عامًا)

تحرص السيدة رغدة صباح كل يوم على تفقد عدد صحيفة فلسطين هل وصل إليها أم لا، وإن أعلنت عقارب الساعة أنها السادسة صباحًا، ولم يكن العدد قد وصل؛ يبدأ القلق ينتابها، وتتصل بالموزع، ولا يهدأ بالها حتى تحتضن العدد بين يديها.

ومنذ اللحظة الأولى لرؤيتها العدد تتفقد الصفحة الأولى على عُجالة، لمعرفة أهم الأخبار، ومتابعة الوفيات والأخبار الاجتماعية المفرحة، وبعدها تنشغل بأعمال المنزل إلى أن تعود إلى العدد مرة أخرى بعد صلاة الظهر، لتستقر معه في وقت استراحة اليوم.

وتقول: "إن الصحيفة تضعني في بؤرة الحدث وتفاصيل الأخبار التي تحصل حولي، سواء أكانت أخبارًا جيدة أم كانت سيئة، وأكثر ما أهتم بمتابعته مقالات الصحيفة، و(الكاريكاتير) المُعِبر جدًّا، وأخبار الأسرى، وكثيرًا ما أشعر بالألم وأنا أتابع أسر طفل وسرقة براءة عمره وأحلام طفولته".