فلسطين أون لاين

تقرير في يوم الشهيد.. "أمينة" بكرسيِّها المتحرك تبحث عن حقها الضائع

...
صورة إرشيفية من اعتصام أهالي الشهداء والجرحى بغزة
غزة/ جمال غيث:

مع إشراقة شمس الثلاثاء من كل أسبوع، تتجهز نجاح العمارين، برفقة طفلتها المقعدة "أمينة" لتنطلقا إلى مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية غرب مدينة غزة، للمطالبة بحقهما الضائع منذ سبعة أعوام.

وتضطر العمارين، وهي من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، إلى جر عربة ابنتها للوصول إلى الاعتصام، على أمل أن تحصل والمئات من أمثالها على راتب يضمن لطفلتيها حياة كريمة، لا سيما مع احتياجها الشهري لقائمة لا تنقطع من المستلزمات العلاجية.

وتدخر الأم كل ما تحصل عليه من أموال مساعدات أو كفالات أيتام لشراء أدوية الطفلة "أمينة" (7 أعوام) التي أصيبت بشلل دماغي من جراء نقص الأكسجين عند الولادة، إلى جانب معاناتها ارتخاء في الأعصاب.

وتقول إن "أمينة" تحتاج لقرابة 600 دولار شهريًا لقاء جلسات العلاج الطبيعي والحفاظات الخاصة، ولكن في الأشهر الماضية باتت غير قادرة على تحمل هذا العبء الكبير.

وتتابع: "أحرم نفسى من الأكل وبناتي من الملابس والألعاب لأوفر لأمينة ما تحتاج إليه من أدوية، ولكن تأخر صرف كفالات الأيتام جعلني غير قادرة على ذلك، ودفعني للبحث والمطالبة بتوفير أدويتها من جميع الجهات المعنية".

وتضيف: "أصبحت معروفة عند صيدليات حي الزيتون بسبب ارتفاع مديونيتي، وبعضهم بات يرفض تزويدي بالأدوية لعدم مقدرتي على السداد".

ورغم شرح العمارين أوضاعها للجهات المعنية ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى من أجل صرف راتب لها، فإنها لم تحصل على نتيجة مرضية، بحجة أن الصرف بحاجة لقرار من الرئيس محمود عباس.

وتلفت إلى أن أوضاع ابنتها الصحية تزداد سوءًا يومًا بعد آخر لتوقفها عن تلقي علاج التشنجات، ولتقليص جلسات العلاج الطبيعي إلى جلسة واحدة أسبوعيًّا، مشيرة إلى أن الجلسة الواحدة تكلفها 30 شيقلًا.

وظهرت أعراض إصابة "أمينة" بالشلل الدماغي بعد شهر من استشهاد والدها الذي لم يحتضنها إلا شهرًا واحدًا قبل أن يفارق الحياة شهيدًا في قصف إسرائيلي خلال الحرب العدوانية على غزة صيف 2014.

مطلب مشروع

وتشير العمارين إلى أن ابنتها تحتاج إلى من يساعدها على مدار الوقت لكونها لا تتحدث وغير قادرة على تناول الطعام أو الشراب وحدها، وتتعرض باستمرار لنوبة تشنجات عصبية في الدماغ.

وتحاول الأم توفير قوت أطفالها بالاقتراض من أقاربها أو بعض المحلات التجارية، وتسدد هذا الدين من كفالات الأيتام أو من المساعدات التي تصلها من الجمعيات والمؤسسات المعنية.

ومنذ سبعة أعوام تشارك العمارين برفقة طفلتها المقعدة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الشهداء رافعة بين يديها صورة زوجها الشهيد، ولافتات تطالب بحقها في صرف المخصص المالي.

وفي يوم الشهيد الفلسطيني تدعو العمارين رئيس السلطة للخروج من طور الأقوال والتصريحات بأن قضية الشهداء خط أحمر وحقوقهم مكفولة إلى حيز التطبيق على أرض الواقع.

ويحيي الفلسطينيون في السابع من يناير/ كانون ثانٍ من كل عام، يوم الشهيد الفلسطيني الذي أقر في عام 1969، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى ارتقاء أول شهيد في الثورة الفلسطينية المسلحة، وهو القائد أحمد موسى سلامة الذي استشهد عام 1965.

وينتظر نحو 2000 عائلة شهيد من أهالي شهداء عدوان 2014 توقيع رئيس السلطة على قرار يقضي بصرف مخصصاتهم المالية المستحقة التي كفلتها اللوائح الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.