فلسطين أون لاين

"يوسف".. شرطي غزي يروي تجربته في وقاية شعبه من كورونا

...
غزة/ هدى الدلو:

مع نهاية كل أسبوع يودع قلبه عائلته، ويجلب لهم احتياجاتهم قبل تطبيق الإغلاق المفروض إجراءً وقائيًّا من جائحة كورونا، ويذهب إلى عمله ليؤدي مهمته تجاه أبناء شعبه لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس، مضحيًا بنفسه في سبيل نجاة شعبه.

حسن يوسف (35 عامًا) أحد أفراد قوات التدخل وحفظ النظام في المحافظة الوسطى، ويعمل في المهام الشرطية منذ أكثر من 13 عامًا.

يقول لصحيفة "فلسطين": "نحن أصحاب رسائل إنسانية في عملنا عمومًا، وفي جائحة كورونا خاصة، ونقاوم في هذه المعركة عدونا غير المرئي فيروس كورونا، فنحن خط الدفاع الأول بجانب الطواقم الطبية".

مع الضغط اليومي في عمله لم يتقاعس عن تأديته المهام المطلوبة منه في حفظ النظام والأمن، وتطبيق القرارات الحكومية في الإغلاق وحظر التجوال المسائي لمنع تفشي فيروس كورونا.

يضيف يوسف: "إن توجيه وتوعية المواطنين أساس مهامنا في إطار الجهود الوطنية لمكافحة جائحة كورونا".

وفي هذه الأيام الحفاظ على سلامة المواطنين وضمان صحتهم هي مهمته، لذلك يشير إلى أنه عليه وعلى أفراد الشرطة تطبيق التعليمات والقرارات التي تتعلق بالطوارئ، خاصة أن الفيروس لا يفرق بين كبير وصغير.

ويتابع: "حزم أفراد الشرطة في تطبيق القرارات لا بد منه، لكونه لا يوجد شخص محصن من الوباء، فنهدف أساسًا لمنع انتشار الفيروس".

والنعمة التي يحظى بها كثير من المواطنين هي أنهم يقضون وقتهم بين عائلاتهم وأطفالهم، وهو ما يحرم منه يوسف ورجال الأمن والكوادر الطبية، كما يقول.

"أترك صغيراتي الثلاثة في البيت وهن بحاجة لألعب معهن، وأحدثهن عن الفيروس وكيفية حماية أنفسهن، فأقول دائمًا لمن يحاول كسر الإغلاق: (خليني بالبيت مع عائلتي وتعال احجرنا، أنت في نعمة)" يواصل حديثه.

ورغم صعوبة الوضع الذي يفرضه كورونا إنسانية يوسف تغلب على تعامله، ففي أثناء الإغلاق لا يقابل مريضًا بحاجة لدواء إلا ويساعده على الوصول إلى الصيدلية، أو المستشفى، فينسق له ليسهل عليه ذلك.

وفي الإغلاق الأخير وفي أثناء تجول يوسف للتحقق من التزام الجميع قابل سبعينية تجلس أمام باب البيت للتعرض لأشعة الشمس، وعندما سألها عن سبب خروجها وعدم ارتدائها الكمامة شدت حجابها لتغطي جزءًا من وجهها ثم عكفت تتحدث عن مأساتها، فأنصت لها ثم قدم لها المساندة والخدمة النفسية، وأضفى جوًّا من البهجة والسرور.

ويختم بأنه أمام ذلك كله هو عرضة وأهله للإصابة بالفيروس في أي وقت، وعليه يجد نفسه مع تلك المخاطر صاحب رسائل إنسانية، يسعى من ورائها إلى إرضاء الله وتهوين الكربات على أبناء شعبه.