فلسطين أون لاين

خاص السلطة تلاحق مواطنين انتقدوا دورها بقضية مقام "النبي موسى"

...
نابلس/ خاص فلسطين:

رغم مرور عدة أيام على حادثة إقامة حفل موسيقي صاخب في مقام النبي موسى شرقي القدس الأسبوع الماضي، وما تبعه من ردود أفعال مستنكرة لتقصير الجهات الرسمية وتورطها في الاعتداء على المقام، إلا أنّ ارتدادات تلك الإساءة ما زالت تتداول حتى اليوم على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

ومن وجهة نظر أجهزة أمن السلطة فإن الحديث عن هذه القضية بات تهمة أفضت وأدت إلى استدعاء العديد من النشطاء والشبان الذين انتقدوا تقصير السلطة في مواجهة هذا الحدث، وبل والتورط به كذلك.

وكشف أحد الشبان عن تلقيه اتصالا هاتفيا من جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس يطلب منه حذف احد المنشورات على صفحته الشخصية والتي هاجم خلالها  وزارتي الأوقاف والسياحة بعد ما حصل في النبي موسى.

وذكر الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه بانّ الضابط الذي اتصل به توعده بالاعتقال في حال لم يقم بفعل ما طلب منه.

وتماما كما السابق تعرض الشاب (ن، ر) لموقف مشابه حيث تلقى طلب استدعاء من قبل الأجهزة الأمنية طلب منه الحضور إلى مقارها في مدينة نابلس وبعد تدخل العديد من الواسطات تم إلغاء الطلب بعد أن طلب منه بعدم الحديث عن ذات القضية التي باتت قضية رأي عام.

بدوره، قال القيادي في حركة حماس مصطفى أبو عرة: "إن استدعاءات السلطة لكثير من الشباب على خلفية قضية مقام النبي موسى عليه السلام هو تأكيد على دورها بطريقة أو أخرى فيما حصل في الليلة الراقصة التي تم فيها تدنيس مقام ومسجد له قدسيته في ديننا وفي نفوس المسلمين".

واعتبر أبو عرة خلال حديثه لـ"فلسطين" أن قيام السلطة بملاحقة الشباب الذين هبوا لنصرة المقدسات هو إصرار على استمرار هذا الدور القذر بتحدي مشاعر المسلمين في الوقت الذي تقمع فيه تجمعات لإقامة صلاة الجمعة في أكثر من مكان في الضفة الغربية".

وطالب السلطة بمراجعة حساباتها والمحافظة على مقدسات المسلمين لا أن تكون أداة قمع للحق وأهله.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين: "إن أحداث مقام النبي موسى تشكل منعطفًا هامًا في الوضع الداخلي بالضفة الغربية، حيث أثبتت وجود وعي وانتماء ديني قوي جدًا في الشارع الفلسطيني بالضفة رغم كل السنوات التي حاربت فيها السلطة المساجد والالتزام الديني".

وبحسب عز الدين فان هذا الأمر دفع السلطة نحو امتصاص الغضب الجماهيري وغض النظر في البداية عن ما حصل واعتقال أحد الداعين لهذا الحفل الصاخب.

وتابع: "والآن تريد السلطة شن هجوم مضاد لاحتواء تداعيات ما حصل، حيث كسر الكثير من أبناء التيار الإسلامي حاجز الخوف سواء في التوجه نحو النبي موسى أو المشاركة في صلوات الجمعة بمناطق الضفة الغربية".

وعد عز الدين الاستدعاءات جزء من هذه الهجمة المضادة، وأكمل: "المطلوب أن يحافظ أبناء التيار الإسلامي بكافة انتماءاتهم على الزخم وعدم التراجع سواء من خلال الإصرار على صلاة الجمعة أو التوجه للنبي موسى أو استعادة دور المساجد الريادي في المجتمع".