من الأطراف التي رحبت بوثيقة حماس حول المبادئ والسياسات العامة، ترحيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بها، حيث قال "إن وثيقة حركة حماس الجديدة تمثل صفحة جديدة نحو الوحدة، وحل القضية الفلسطينية، أو التوافق بين حركتي حماس وفتح".
ودعا أردوغان في كلمة له بمؤتمر القدس بإسطنبول لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكداً أنه لا سلام في المنطقة طالما بقيت قضية فلسطين والقدس دون حل .
وشدد على ضرورة أن تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة ، مبيناً أن تركيا ترفض ذلك.
يعد الموقف التركي متقدما في نصرته للقضية الفلسطينية منذ أن تولى حزب العدالة الحكم في أنقرة ، وترحيب أردوغان بوثيقة حماس نابع من مقاربة موضوعية ترى في الوثيقة صفحة جديدة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام .
إننا نشيد بالموقف التركي من القدس، وضرورة المحافظة على عروبتها وإسلاميتها. إن الموقف التركي ينبع من الثوابت التركية في التعامل مع القضية الفلسطينية ومع القدس على وجه الخصوص.
كيف يمكن لحماس أن تحدث اختراقا في علاقاتها الخارجية مع الدول والأنظمة العربية والإسلامية، وغيرها لترحب هذه الدول بما رحبت به تركيا وتتفاعل معه إيجابيا، هذا ما يجب أن تعمل له قيادة الحركة في المرحلة الجديدة، وهذا أمر ليس سهلا في ظل الحصار ، وفي ظل تعقيدات العلاقة مع محمود عباس، الذي يتفرد بالقرار الفلسطيني، ويصدر قرارات غير مسبوقة في عقاب سكان غزة، تحت مسمى عقاب حماس. وجدير بالأطراف فتح وحماس تقبل المبادرة القطرية للتفاوض وتخفيف التوتر، والالتفات لخطوات تساعد في إنهاء الانقسام.
ربما كان الأفق معتما ، ولكن الأمل بالفرج يظل رائدنا في غزة، فلقد مرت غزة بفترات مظلمة ولكنها تجاوزتها بتوفيق الله لها، وهي ستتجاوز هذه العتمة أيضا بإذن الله.
ما الذي يمنع عباس من الالتقاء المباشر مع إسماعيل هنية قائد حماس الجديد. ما الذي يمنع من أن تحتضن غزة لقاء مباشرا بين الطرفين لتخفيف التوتر، والبحث في المصالحة وحكومة الوحدة الوطنية، والانتخابات المتزامنة كما أقرت ذلك اتفاقات القاهرة، أم أن عباس اختار طريق المواجهة؟!. هل تنشط الوساطة القطرية في جمع الطرفين للحوار ؟! نرجو ذلك.
لقد ذهب عباس لآخر الدنيا للقاء الرئيس الأميركي للبحث فيما يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية والشعب، وأحسب أن لقاء هنية وقيادة حماس أقرب، وأولى، وربما يجمع اللقاء اللحمة الوطنية ثانية وينهي الانقسام، على نحو ما يقول أردوغان من أن وثيقة حماس صفحة جديدة نحو الوحدة الوطنية الفلسطينية.