قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، فعالية نظمها ناشطون لزراعة أشجار زيتون في جبل يهدده الاستيطان شمالي مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال أعلن "جبل الجمجمة" من أراضي بلدة حلحول "منطقة عسكرية مغلقة" وأغلق طرق الوصول إليه، ما أجبر الناشطين على سلوك طرق وعرة وصولا إلى الجبل.
وأضافت المصادر أن مستوطنين انتشروا على مفترقات تؤدي لنفس الموقع، في حين ألقى جنود الاحتلال قنابل صوتية وغازية فأصابوا فلسطينيين اثنين بحالة اختناق، كما اقتلعوا أشجار زيتون فور زراعتها.
وشرع مستوطنون الشهر الماضي في إقامة بؤرة استيطانية في الجبل ذو الموقع الاستراتيجي، رغم ملكيته الخاصة لعائلات من بلدة حلحول.
وتشير المعطيات إلى وجود 661 ألف مستوطن في 132 مستوطنة كبيرة و124 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها شرق القدس.
وخلال الأشهر الماضية اقتحم مئات المستوطنين جبل الجمجمة المطل على الشارع الاستيطاني رقم (60) ورفعوا أعلامهم عليه وأطلقوا هتافات عنصرية معادية للعرب، تدعو لمصادرة أراضي الجبل المذكور المملوكة لمواطنين من الخليل وفرض السيطرة عليه.
وتفرض قوات الاحتلال كثيراً من الأوقات طوقا كاملا على الجبل وتحوله إلى ثكنة عسكرية، وتمنع بحواجزها العسكرية وأسلاكها الشائكة التي تنصبها في المنطقة، المواطنين والمزارعين من الوصول الى أراضيهم وممتلكاتهم.
وتتبادل سلطات الاحتلال الأدوار مع مستوطنيها وتدفعهم للسيطرة على واد الشرق وقمة هذا الجبل المرتفعة والمطلة على المنطقة، لتفتيت المحافظة الى أجزاء.
وكان الاحتلال قد أقام موقعاً عسكرياً على قمة الجبل الذي يصل ارتفاعه لـ1000 متر عن سطح البحر ويشرف على معظم أحياء مدينة الخليل والبلدات والقرى المحيطة بالمدينة.
وتعاني مدينة الخليل من وجود أكثر من خمسين موقعا استيطانياً يقيم بها نحو ثلاثين ألف مستوطن، يعملون على تعزيز القبضة الشاملة على المدينة لتحقيق المشروع الديني الصهيوني على أرض فلسطين.
وتصاعدت وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية، بشكل مضطرد خلال الأعوام الأخيرة، من حيث الكم وحجم الضرر الواقع على المواطنين الفلسطينيين.
وكان العام 2020 قد شهد ارتفاع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية لتصل إلى أعلى المستويات منذ عشرين عاما.