فلسطين أون لاين

في (2021) اخلع ثوب الإحباط وكن إيجابيًّا

...
غزة- مريم الشوبكي:

عام (2020م) جاء محملًا بالكثير من الأخبار المحبطة والسلبية التي شكلت ضغوطًا نفسية كبيرة، لذا إن المطلوب في (2021م) عقد هدنة مع النفس لإعادة نسق الإيجابية لها، وعقد النية على أن نغير حياتنا نحو سعادة وإيجابية أكثر.

في العام الجديد كيف تكون إيجابيًّا؟، سؤال يجب أن نتوقف عنده جميعًا، بمراجعة ما قمنا به في العام الماضي، وخلع ثوب السلبية والابتعاد عن كل ما هو محبط ومؤذٍ، والابتعاد عن وضع أهداف وردية لا وضعنا المادي ولا النفسي يمكنهما تحقيقها، وهذا كله يتطلب أسسًا صحيحة للبدء في التغيير الإيجابي.

عام العائلة

عام 2021م هو عام العائلة لدى إيمان الشنطي (32 عامًا)، فهي تعدها رأس مالها، وتخطط لزرع قيم وأخلاق في نفوس أبنائها، مع تأكيدها دعم زوجها والوقوف بجانبه، لأن نجاحه من نجاحها.

الشنطي -وهي أم لأربعة أطفال- حاصلة على بكالوريوس علاج طبيعي، وتعمل معدة ومقدمة برامج إذاعية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تقول لصحيفة "فلسطين": "أول ما يجب أن يفعله الفرد هو أن يتوقف عن جلد ذاته، وأن يعتزل الناس، وينكب على ممارسة تمارين الاسترخاء والقراءة، وعليه أن يحب نفسه ويثق بها".

وتتابع: "حب نفسك وأعطها واخدم الآخرين وتوقف عن انتظار المقابل منهم، توقف عن التردد، وأقبل على تنفيذ خطوة أجلتها سنوات، غامر".

وعلى الجانب الروحاني، تدعو الشنطي كل شخص أن يخصص لقراءة سورة البقرة يومًا أو وقتًا في أيامه، لما لها من تأثير إيجابي عميق في الحياة، وذلك بناء على تجربتها الشخصية.

وتنصحك بإلغاء متابعة أي شخص محبط وسلبي على صفحات في منصات التواصل الاجتماعي، مضيفة: "اقتنع برزقك وتعلم أكثر، واكتسب مهارات أكثر، وتعلم اللغة الإنجليزية".

وترى الشنطي أن 2020م هي سنة كانت الصحة المعيار الأساسي فيها، لذا العب رياضة واعتنِ بأكلك وشربك، ونظافة بيتك وأولادك، اجعله روتينًا في حياتك.

تحقيق الطموحات

أما بشاير لبد من مدينة غزة -وهي مسئولة إحدى مجموعات "فيس بوك" النسائية- فتقول: "لقد تعلمنا دروسًا كثيرة من سنة 2020م، حقًّا لقد كانت قاسية على الجميع".

وتتابع لبد لصحيفة "فلسطين": "بإمكاننا أن نطور من أنفسنا ونمارس الهوايات التي نحبها مع أطفالنا، واستثمار المدة التي نمر بها من حظر منزلي، إذ لا يوجد دوام بالمدارس في المدة الحالية".

وتبين أن العام الجديد سيكون عام تحقيق الطموحات، والتركيز على الجانب الشخصي والعائلي، تحديدًا تقوية الروابط الأسرية، وتخصيص الوقت للتنزه والاجتماع مع أفراد العائلة، والبعد عن الأجهزة المحمولة، وتخصيص وقت لها.

وتوضح أن الأهم في 2021 م البعد عن التفكير بالأحداث السلبية التي مرت في العام الماضي، والتفكير فيما يريد الشخص تحقيقه في العام الجديد بتحديد أهداف وخطط لرسم السعادة والمحبة على الآخرين.

وتشير لبد إلى أنها ستبتعد قدر المستطاع عن نشر الأخبار السياسية والكارثية التي تدور في العالم، وستنشر مواضيع مفيدة إيجابية من أهدافها تطوير النفس ونشر المحبة بين الجميع.

تخلص من المحبطين

بدورها تقول الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة: "الإنسان يتكون من فكرة ومن مشاعر وسلوك، فكل الأفكار والمعتقدات التي نؤمن بها تنعكس على مشاعرنا، مشاعر إيجابية أو سلبية، تترجم إلى سلوكيات، قد تكون سلوكيات محمودة أو مذمومة".

وتضيف السعايدة لصحيفة "فلسطين": "بالنظر إلى العام المنصرم لا بد من بعض الوقفات لاستخلاص الدروس والعبر وندخل عام 2021م بخطى واثقة نحو التغيير، وصناعة الفرح لأنفسنا وللآخرين".

وتتابع: "كلٌّ منا يطمح ويتمنى بدايات جميلة ورائعة، تبدو في غاية المثالية لكن هل جميعنا يمتلك القدرة على تحقيقها؟، لذلك لا بد من التنظيم والتخطيط الجيد لتلك الأمنيات لتتحول إلى أهداف واقعية".

وتوصي السعايدة عند اختيار الأهداف بتوافر مواصفات الهدف، وهي أن تكون واقعية ومنطقية، ومحددة بزمان ومكان.

وتدعو الأفراد أن يبدؤوا عامهم الجديد بإخلاص النية لله وتقوية الصلة به، مثلًا بحفظ جزء من القرآن، والتصدق، والإحسان، والالتزام بالورد اليومي.

وتحث السعايدة على محاولة صنع التغيير في المحيط والبدء بأبسط الأشياء كتغيير الأثاث، وديكور البيت، وعلى صعيد الأهداف الشخصية قراءة عدد معين من الكتب، أو الالتحاق بدورة، أو التقدم لوظيفة معينة، أو تنمية الرصيد المعرفي، برفع مستوى الثقافة بالقراءة والمطالعة.

وتنصح بالرعاية الذاتية وتعلم كيف نحب ذواتنا، والاعتناء بالمظهر الخارجي، وتدليل النفس، والعناية بالناحية الجسدية، والصحية، مع الابتعاد عن كل محبط ومؤذٍ، وعدم التردد في إلغاء الأشخاص السلبيين في الواقع الافتراضي أو الحقيقي.

وتشير إلى أن الحديث الإيجابي مع النفس له شأن عظيم في زيادة الثقة بالنفس، والتخلص من الإحباط، وقضاء وقت أطول مع العائلة، وبناء عادات إيجابية جديدة.

وتدعو السعايدة إلى التوقف عن جلد الذات، والتخلي عن الماضي، والتوقف عن التذمر والشكوى، والنظر دائمًا إلى الأنعم التي حبانا الله بها، والاهتمام باللحظات الخاصة ووضع أوقات خلوة مع النفس والتواصل مع صوتنا الداخلي، قائلة: "كن على ثقة بأنك الإنسان الوحيد الذي تصنع سعادتك أو تعاستك بيدك".

إرضاء الناس غاية لا تدرك، لذا تنصحك بألا تتعب نفسك في محاولة إرضائهم، ونركز الهدف على إرضاء الله ثم أنفسنا.

وتختم السعايدة حديثها: "لا تتخلَّ عن أهدافك القديمة التي تعثرت أو مرت بعائق في العام الماضي، بل عاود البدء من جديد، اجعل لنفسك بنك أهداف".