"كان عامًا مليئًا..."، هكذا كانت حملة التنمر على العام المنصرم 2020، ولعلنا كفلسطينيين عايشنا أعوامًا أكثر صعوبة وألمًا من العام الذي غادرنا أول من أمس، لكن عام 2020، كان الأصعب على البشرية بانتشار وباء الكورونا الذي فتك بمئات الآلاف وأصاب الملايين، لذلك شعرت البشرية بهذا الألم، والدعاء بأن يمضي هذا العام سريعًا.
نعم كان عامًا قاسيًا على البشرية بانتشار الوباء الذي أثر على مناحي الحياة، لكننا كفلسطينيين أضاف لنا الوباء زيادة على زيادة بمعاناة الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية، وخاصة العقد الأخير من خلال الحروب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وظروف إنسانية قاسية تعقدت مع انتشار وباء الكورونا، لكن الشيء الأكثر وبالًا من الوباء هو الاحتلال بذاته الذي يضاعف المعاناة الفلسطينية، بينما العالم الذي انشغل بالكورونا ينسى ويتناسى الوباء الذي يعيشه الفلسطينيون منذ 7 عقود، وأن عام 2020 شهد زيادة في الألم.
عام 2020 فيه الكثير لصالح الفلسطينيين على صعيد المقاومة ومواجهة الاحتلال وتطوير قدراتها وردع الاحتلال ولعل آخرها المناورات التي شهدها قطاع غزة المحاصر منذ 14 عامًا، والأولى من نوعها وتجمع الفلسطينيين على قلب رجل واحد، وكذلك ردع الاحتلال عن اعتداءاته وحروبه.
بينما عام 2020 لم يتغير من حيث الاعتداءات التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين من قتل وإرهاب وتشريد وهدم للمنازل واستيلاء على الأراضي ونهبها بمزيد من الاستيطان خاصة في الضفة الغربية، ولم يتغير شيء عام 2020 على هذا الصعيد، رغم انتشار الوباء، فاجتمع وباء الاستيطان ووباء الكورونا.
نودع عام 2020 وفي انتظار عام 2021، رغم التشاؤم من العام القادم وقد يكون
أكثر قسوة من العام المنصرم، أو بدقة يتعايش العالم مع انتشار الوباء وإيجاد اللقاحات اللازمة لمواجهته، بينما الفلسطينيون سيبقون يعانون وباء الاحتلال الذي يقتلهم كل يوم، ويزداد شراسة خاصة في الضفة الغربية بمزيد من التغول والتدنيس للمقدسات، مع استمرار التنسيق الأمني الذي يكبل الفلسطينيين والمقاومين منهم في وجه الاحتلال، لكن يبقى الأمل معقودًا على تطور المقاومة في الضفة وتدفيع الاحتلال ثمن استيطانه وجرائمه.
وداعًا عام 2020، رغم قسوته على البشرية ومرحبًا بعام 2021، والأمل يحدو الجميع بأن يكون عام خير وبركة للبشرية وللفلسطينيين الأكثر مظلومية فيها.