حمَّلت لجنة تحقيق رسمية وزارات حكومية في رام الله مسؤولية إقامة حفل موسيقي صاخب داخل معلم تاريخي وديني أثار غضبًا شعبيًّا واسعًا.
وحمَّلت اللجنة في بيان اليوم، وزارة السياحة والآثار "المسؤولية الإدارية عن منح إذن ليس من اختصاصها بإقامة عروض وحفلات إلكترونية في موقع يتبع لوزارة الأوقاف وعدم تقدير حساسية الموقف".
وحمَّلت اللجنة أيضًا في تقرير رفعته لرئيس الحكومة محمد اشتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية "المسؤولية الإدارية عن غياب إجراءات الحراسة بالمكان" وطالبتها بالعمل الفوري على تأمين حراسة لائقة.
وأشارت اللجنة أيضًا إلى مسؤولية الفرقة الموسيقية المنظمة للحفل (لم تحددها) عن عدم التزامها تعليمات حالة الطوارئ المعمول بها (من جراء تفشي فيروس كورونا)، التي يُحظر بموجبها إقامة الاحتفالات.
كما حمَّلتها مسؤولية "تنظيمها حفلًا موسيقيًّا في المقام دون مراعاة أهميته وحساسيته لكونه مقامًا ومسجدًا".
والسبت قرر رئيس حكومة رام الله محمد اشتية تشكيل لجنة تحقيق في إقامة الحفل بـ"مقام النبي موسى" جنوبي مدينة أريحا بالضفة الغربية.
وأظهرت مقاطع مصورة، تداولتها حسابات على منصات التواصل الاجتماعي السبت الماضي مشاركة العشرات في حفل غنائي صاخب صاحَبه شُرب الكحول، أقيم في ساحة المقام، ما أثار غضبًا فلسطينيًّا.
وأظهرت مشاهد مصورة قيام نشطاء فلسطينيين يقطنون في مدينة القدس المحتلة بطرد المشاركين في الحفل من ساحة المقام.
وفي اليوم التالي أدى عشرات المواطنين صلاة العصر في المكان تعبيرًا عن التمسك بهويته.
وأوصت اللجنة بإحالة تقريرها إلى النائب العام لاتخاذ المقتضى القانوني بحق كل شخص يشتبه بتورطه جزائيًّا، سواء بمنح الموافقة على إقامة الحفل بالموقع المذكور، أو التقصير في حراسته، أو انتهاك حرمته.
وأوصت اللجنة أيضًا بتوقيف كل من تورَّط في انتهاك حرمة المكان والاعتداء على مقتنياته بالحرق أو التخريب، وتقديمهم للمحاكمة.
و"مقام النبي موسى" موقعٌ تراثيٌّ يتبع وزارة الأوقاف الفلسطينية، ومفتوح للسياحة والصلاة، لكنه يقع في منطقة نائية عن التجمعات السكنية، تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وأشارت تدوينات بمنصات التواصل إلى أن فرقة "بويلر روم" الغنائية هي من أقامت الحفل، في حين تعتقل السلطة فنانة تدعى "سما عبد الهادي" اتُّهمت بالمسؤولية عن تنظيم الحفل.
ويعود تاريخ "مقام النبي موسى" لفترة المماليك (1250- 1517)، حيث بناه الظاهر بيبرس رابع سلاطين الدولة المملوكية، كنقطة وصل بين فلسطين والأردن، ومحطة استراحة للحجاج المسلمين، وكنقطة عسكرية للجيوش الإسلامية، بحسب مؤرخين.