فلسطين أون لاين

كتائب القسام ترثي القائد نزار ريان.. ماذا قالت؟

...
كتائب القسام ترثي القائد نزار ريان

لله درك يا شيخنا أبا بلال وأنت تمضي إلى ربك شهيداً مضرجاً بدمائك الطاهرة، لله درك وأنت ترفض الخروج من البيت رغم التهديد الصهيونية بقصف البيت، فسلام لروحك الطاهرة في الخالدين، سلام عليك وأنت تسرح وتمرح في جنات النعيم مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

إنما يبكي على الحب النساء يا شيخنا، ولكن آن الأوان أن يبكي الرجال ويذرفوا الدمع على أمثالك عالمنا وقائدنا وشيخنا، فأنت الذي علمت الملايين أسمى معاني التضحية والجهاد كيف لا وأنت تقدم روحك وعائلتك وبيتك في سبيل الله عز وجل.

في مطلع العام 2009م، كان الشيخ على موعد مع لقاء الأحباب القادة الذين سبقوه إلى الجنان مضرجين بدمائهم، فلحق بالياسين والرنتيسي وأبو شنب وشحادة والجمالين وغيرهم من قادة حركة حماس.

استهدف الطيران الحربي الصهيوني بيت الشيخ ريان عصر يوم الخميس الموافق 1/1/2009م، وأدى القصف إلى تدمير البيت تدميرا كاملا، واستشهد الشيخ الذي رفض الخروج من بيته هو وعائلته وكانت حصيلة المجزرة 16 شهيدا من آل ريان.

وفي اليوم نفسه استهدف الطيران الحربي الصهيوني مسجد الشيخ نزار ريان (مسجد الخلفاء الراشدين)، هذا المسجد الذي قضى فيه الشيخ حياته وهو يتنقل بين المنبر خطيبا إلى حلقات العلم والدروس الروحانية والإيمانية التي تزرع حب الدين والجهاد والوطن في قلوب وعقول الشباب المسلم في المسجد.

هذا الشيخ العالم الذي سطر بمداد حبره المئات من البحوث والمجلدات القيمة العظيمة التي تخدم طلاب العلم في الشريعة وأصول الدين، كما تعتبر مخزونا علميا ضخما يُرجع إليه عند تأليف الكتب وغيرها.

مضى الشيخ الشهيد نزار ريان شهيداً، بعد رحلة من الرباط والجهاد في سبيل الله عز وجل، حاملاً سلاحه، وعلى الرغم من انشغاله الكبير في البحوث ومكتبته القيمة إلا أنه كان مداوماً على الرباط على الثغور، وكان يرفض الرباط بين البيوت والأماكن القريبة، بل كانت يرابط في الأماكن المتقدمة وعلى الثغور الأمامية.

ورحل الشيخ أبو بلال إلى ربه شهيداً، بعد حياة جهادية وعلمية رائعة، وقد توجت حياته بشهادة في سبيل الله.

رجل المرحلة

شخصية ريان الذي ولد عام 1959م في معسكر جباليا للاجئين الفلسطينيين، جعلته ميدانياً، ورجل المرحلة، واشتهر كأحد القيادات "السياسية" لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وعضو هيأتها الشرعية، الذي شجّع على العمليات الاستشهادية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأرسل إليها ولده إبراهيم 17 عاماً، ليكون قدوة لبقية الفلسطينيين الذين يرزحون تحت ظلم العدو الصهيوني وجبروته منذ عام 1948م.

ريان الذي هُجر أهله من قرية نعليا قضاء مدينة عسقلان المحتلة، عام النكبة، تزوج من أربعة نساء، بينهما أرملتان ومطلقة، وأنجب 15 ولداً وبنتاً، ولديه من الأحفاد اثنان.

سياسة هدم منازل رجال المقاومة الفلسطينية، التي انتهجها الاحتلال خلال عامي (2006-2007) التي أثارت الرعب بين صفوف الفلسطينيين، كانت فريسة لبنات أفكار الدكتور ريان، والذي ابتدع سياسة "الدروع البشرية"، التي تصدت لطائرات الاحتلال، حيث عكف الشيخ على استثارة الجماهير وتقدمهم لعلو أسطح المنازل المهددة بالقصف، ما حال دون قصف العديد من المنازل، قضى على تلك السياسة الخبيثة.

روح العالم المجاهد لم تكن وليدة الصدفة، وهو من رافق القائد في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- الشيخ صلاح شحادة، والذي أوصى بأن يغسله ويلحده شخصان أحدهما الدكتور نزار.

قارع المحتل منذ الصغر، حيث اعتقل نحو أربع مرات، عدا عن اعتقاله لدى أجهزة الأمن الفلسطينية وذلك في السنوات الأولى من عمر سلطة أوسلو.

رفقاً بالأرامل

يُذكر للدكتور ريان رفقه على من حوله، وهو الرجل المتزوج من نساء أربع، بينهم مطلقة وأرملتان.. كثيرون هم من تحدثوا عن عدله بينهن، وحثهن على مواصلة تعليمهن العالي، والاجتماع مع أبنائه الذين تجاوز عددهم العشرة على مائدة طعام واحدة..!

الشيخ الذي استشهد وزوجاته الأربع، إضافة إلى أحد عشر طفلاً وطفلة من أبنائه، تحت أنقاض منزله الذي ألقى عليه الاحتلال الصهيوني قنبلة زِنة طن من المتفجرات، لتحيله أثراً بعد عين، دون أن تحذره من قصف منزله.

مجزرة آل ريان لم تكن الأولى التي يقترفها الاحتلال الصهيوني، وليست الأخيرة، ولكن يبقى للفلسطينيين ذكرى رجال أمثال ريان، يقدمون أنفسهم مثالاً يُحتذى به، على التشبث بالأرض والوطن.

المصدر / فلسطين أون لاين