في يوم "الوفاء للصحفي الفلسطيني"، الذي يوافق الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، لا يزال الصحفي الفلسطيني يتعرض لسلسلة من الانتهاكات المتصاعدة من قوات الاحتلال يومًا بعد آخر، وفق سياسة "تكتيم الأفواه".
وتزامنًا مع الاحتفال بهذا اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الصحفي يوسف فواضلة من بلدة عابود غرب مدينة رام الله، ليرتفع عدد الأسرى الصحفيين في السجون الإسرائيلية إلى 27 صحافيًا وإعلاميًا، منهم 8 صدرت أحكام فعلية بحقهم.
وشهد عام 2020 عدة أحداث وانتهاكات بحق الصحفي الفلسطيني، أبرزها تسجيل 82 حالة اعتقال لصحفيين وإعلاميين وتجديد الاعتقال الإداري وإصدار أحكام بحق 53 صحفيًّا، وفق بيان لجنة دعم الصحفيين.
مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة، قال: إن هذا اليوم يُمثّل رمزية كبيرة، تقديرًا لجهود الصحفيين الفلسطينيين الذين يضحون بأرواحهم من أجل إظهار الحقيقة وفضح ممارسات الاحتلال.
وأكد أبو شمالة ضرورة تطبيق حقوق الإعلاميين الفلسطينيين من الجهات الرسمية المختلفة، وأبرزها الحق في الحصول على المعلومة وتوفير الحماية اللازمة له، عند ممارسته مهام حرية التعبير والرأي.
وأضاف: "الصحفيون في فلسطين لهم خصوصية أنهم يعملون في أرض محتلة ويغطون ممارسات الاحتلال الذي يمارس التنكيل بشعبها واغتصاب أرضها".
وأوضح أبو شمالة أن هذه الممارسات تجعل الصحفي ملاحقًا من الاحتلال، ما يستوجب تدخلًا من المؤسسات الدولية للجم والضغط عليه لتمكين الصحفي من العمل بحرية.
وتابع: "ليس هناك حق للاحتلال أن يقمع الصحفيون الفلسطينيون، كما لا يحق له قمع المدنيين الذين يطالبون بحقوقهم ونيل حريتهم"، مطالبًا المنظمات الدولية بضرورة الضغط على الاحتلال والتزام مواثيق الأمم المتحدة المُنظمة للعمل الصحفي.
بدوره أكد أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية د. أمين وافي، أهمية هذا اليوم بالنسبة للصحفي الفلسطيني، تكريمًا للتضحيات التي قدَّمها خدمةً للقضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب المظلوم.
وقال وافي في حديثه مع "فلسطين": "الصحفيون الفلسطينيون سطّروا أروع الصفحات من خلال التضحيات، رغم العقوبات التي مُارسها الاحتلال عليهم مثل القتل العمد والاختفاء القسري والأسر وغير ذلك".
وشدد على أن "الصحفي هو الجندي المعلوم الذي يعمل على جميع الجبهات لخدمة قضيته وإظهار حقيقة الاحتلال على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية".
وجدد تأكيد ضرورة تقديم كل الإمكانات للصحفي الفلسطيني، من أجل بقائه صامدًا وفي خط الدفاع الأول، مطالبًا المنظمات الدولية بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمهم ضد الصحفيين، والإفراج عن المعتقلين في سجونه.
تجديد العهد
يقول منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، إن يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني يُمثل محطة لتجديد العهد والعزم على مواصلة الدور الوطني والواجب المهني بفضح جرائم الاحتلال ونقل معاناة الشعب الفلسطيني.
وأدان المنتدى في بيان صحفي، اليوم، لاستهداف قوات الاحتلال للإعلاميين الذين يؤدون رسالتهم السامية في نقل الحقيقة، داعيًا الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الدولية الداعمة لهم، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحفيين ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.
وأكد المنتدى، خطورة الاستهداف المتعمد للمؤسسات الصحفية الفلسطينية، داعيًا جميع الأطراف المعنية بالحريات الإعلامية لتجسيد تضامن عالمي حقيقي مع الصحفي الفلسطيني عبر أشكال مختلفة، لاسيما وقف الاعتداءات والانتهاكات بحق من خلال برنامج عملي لحمايتهم.
كما طالب المؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع الصحفيين المعتقلين دون ذنب أو جريمة سوى ممارسة عملهم الإعلامي المكفول بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
وجدد التأكيد، على ضرورة ترتيب البيت الداخلي للصحفيين، والعمل الجاد لبناء نقابة صحفيين قوية تضم الكل الصحفي، بما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بهم لا سيما في ظل الاستهداف الممنهج من الاحتلال.
المكتب الإعلامي الحكومي، أكد أن يوم الوفاء للصحفي، جاء هذا العام في أوضاع كارثية لما آلت إليه ظروف الصحفيين، من جراء تفاقم الاعتداءات عليهم كمًا ونوعًا خلال تغطيتهم وممارسة عملهم المهني من الاحتلال وقطعان المستوطنين.
وذكر "الإعلام الحكومي"، في بيان له، أن (27) صحافيًا وإعلاميًا، يقبعون في سجون الاحتلال، منهم (8) صحفيين معتقلين بأحكام فعلية، و(8) آخرين معتقلين إداريًا، في حين يقبع (11) من الصحفيين موقوفين في سجون الاحتلال دون محاكمة مع استمرار تأجيل محاكتهم دون تهمة تذكر.
واستهجن، استغلال الاحتلال منذ جائحة كورونا في مارس الماضي لفرض واقع اعتقالي جديد، تمثل بحرمانهم من أولويات اللقاح ضد وباء كورونا، ومنع إعطاءهم وسائل الوقاية والمعقمات وغير ذلك.
وأظهر خلال التقرير السنوي لعام 2020، أن عدد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بلغ (561) انتهاكًا، يقابله (110) حالة انتهاك من أجهزة السلطة برام الله ومجهولين، بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية.