شكل الفيلم السينمائي الفلسطيني "غزال" عملًا سينمائيًّا نادرًا يعكس حياة الحركة الأسيرة التي تعد أكبر حركة أسيرة في العالم.
الفيلم الذي أنتجه وأخرجه المقدسي أمجد أبو عرفة ولعب فيه الأسير المحرر عبد السلام عواد من بلدة عورتا جنوب نابلس الدور الرئيس، رصد حياة الأسرى في أكثر من (27) منشأة اعتقالية إسرائيلية من مراكز توقيف، ومعتقلات وسجون ضمت أكثر من مليون فلسطيني منذ عام 1967.
وأخذ عنوان الفيلم "غزال" من المسمى الذي يطلقه الأسرى على الهاتف الخلوي داخل السجون، وكان يطلق عليه في السابق اسم "جحش" وتم تغيير الاسم ليكون مناسبًا للسامع ويليق بأدبيات الحركة الأسيرة.
عمل واقعي
المخرج أمجد أبو عرفة الذي ترجم الفكرة إلى عمل ميداني والخيال إلى واقع عملي يتطابق بشكل كبير بما يجري داخل السجون على مدار الساعة يتحدث عن تفاصيل إنتاج الفيلم "غزال ".
يقول المخرج ابو عرفة لصحيفة "فلسطين": "عشت التجربة الاعتقالية لمدة خمس سنوات متواصلة إضافة إلى اعتقالات متكررة، وفي أثناء التصوير للفيلم وكتابة السيناريو اعتقلت خمسة أيام وتمت مصادرة كل الوثائق الخاصة بالفيلم".
وأضاف: "الفيلم يتحدث عن حياة الأسرى بشكل تفصيلي، والعمل الفني هو عمل خيالي، خاصة أننا نتحدث عن فيلم روائي وليس فيلم وثائقي، وحاولت أن يكون الفيلم واقعيًّا قدر الإمكان".
وتابع أبو عرفة: "في البداية كان المشروع لفيلم طويل ولكن اعترضتني عدة عقبات منها التمويل، وكانت البداية من عام 2017، وعند خروج الفيلم إلى النور تفاعل الجمهور معه وفاق التصور، وأطمح إلى عمل يكون أكثر إبداعًا".
وأردف قائلًا: "في هذا العمل الفني حاولت أن أسلط الضوء على الحركة الأسيرة بطريقة مختلفة، وفي السابق أخرجت فيلمًا عن عائلة الأسير".
وتطرق أبو عرفة إلى قضية صناعة الأفلام وأنها تحتاج إلى خبرة ودراسة وتعليم، ومتابعة أفلام قديمة وتطوير آلية انتاجها، وهذا تم تطبيق جزء منه في فيلم "غزال".
دور الأسير سامي
المحرر عبد السلام عواد اعتقل أكثر من خمس مرات في سجون الاحتلال، كان له الدور الرئيس في الفيلم وقام بدور الأسير سامي المحكوم بالسجن المؤبد.
وقال عواد لصحيفة "فلسطين": "التقيت بالمخرج أمجد أبو عرفة الذي شاهد لي بعض الأعمال الفنية المنشورة على اليوتيوب، وأخبرني أنه يريد صناعة فيلم عن التجربة الاعتقالية".
وعن تجربته الفنية، أشار إلى أنه دخل مجال التمثيل في الأردن عام 1992 في مسرحية "مدينة لا تعرف الحدود" مع نخبة من الفنانين الأردنيين، وأسس فرقة اغاني شعبية ووطنية اسمها "أمجاد" حيث يتم الإنشاد مع حركات تمثيلية.
وهناك اعمال مسرحية اخرى للمحرر عواد، فضلًا عن مشاركته في فيلم عن اللاجئين تم تصويره في مخيم بلاطة واخذ المركز الثالث في الضفة الغربية.
وعن تسمية الفيلم غزال يقول عواد: "هو اسم فني يجلب كل من يسمع به لمشاهدته، وقد أجري التصوير في مدينة رام الله، حيث تم استئجار جناح أحد الفنادق الشعبية وتم تأسيس قسم سجن من خلال الديكور بكل تفاصيله من غرف وممرات وألوان خاصة وغرفة "اليومان" وهي غرفة مراقبة من قبل السجانين لأقسام السجن، وفورة كاملة ومدخل واسيجة أمنية".
ولفت إلى أن معظم من شارك في الفيلم هم أسرى محررون، ويعرفون تفاصيل السجن والحياة الاعتقالية، وعددهم قرابة 25 شخصًا.
وعن تفاصيل الفيلم، أوضح عواد أنه ركز على قضية تلاعب إدارة السجن بأعصاب ونفسيات المعتقلين في حقوقهم الإنسانية، وكانت الفكرة في قضية تبادل للأسرى وعند خروج الأسرى تم إرجاع الأسير سامي المحكوم بالسجن المؤبد من الباب، حيث أخبره السجان بأن اسمه غير موجود في قائمة المفرج عنهم في الصفقة، بالرغم من وجود اسمه في القائمة مسبقًا".
ولفت عواد: "هذا الفيلم هو فيلم سينمائي شارك في عشرة مهرجانات دولية، بينها مهرجانات عقدت في الكويت والاسكندرية وفرنسا والمغرب والهند وغزة، وكانت طواقم التصوير احترافية".