فلسطين أون لاين

آخر يوم في 2020.. أمنيات بزوال كورونا وعودة الحياة الطبيعية

...
غزة-هدى الدلو:

مع كل اقتراب جديد تنمو آمال وتزدهر طموحات، وكل موسم يفتح ذراعيه إليك، وتفتح أنت صفحة جديدة في حياتك فإما أن تزرع فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة، وإما أن تملأ بالإخفاقات والفشل.. ماذا تتمنى قبل أن يطوي عام 2020م أوراقه؟ وما أحلامك للعام القادم؟

طرحت صحيفة "فلسطين" هذه الأسئلة على مواطنين من قطاع غزة، وردًّا عليها يقول الشاب شوقي أبو مغنم (31 عامًا)، من مدينة خان يونس، ويحمل شهادة البكالوريوس في الإعلام: "بما أننا نعيش في قطاع غزة المحاصر، وفي ظروف استثنائية من حصار وانقسام وما تولد عنه من تكدس الخريجين، فنأمل في العام القادم أن تتغير هذه الظروف لتحدث تغييرًا في كل الأصعدة".

وما زاد الطين بلة أن العام الذي أوشك على الانتهاء قيد ممارسة حياته بسبب الوباء المنتشر، فجعلت العالم يعيش في متاعب وصعوبات، لذا يتمنى أن تنتهي أزمة كورونا ويعود للروتين الحياتي رغم أنه كان يصفه "بالقاتل".

كذلك الشابة العشرينية هبة أبو ندى من مدينة غزة، والتي تعمل في مجال التدقيق اللغوي، ترجو الله أن يزول هذا الوباء عن العالم، وأن تتوحد هذهِ الأمة، أن "يبعث الله لها قائدًا ليوحدها ويخرجها مما هي فيه من تقطع وفساد، وأن يوجهها لحماية المسلمين ولتحرير فلسطين".

وتتمنى أن يكونَ العام القادم فاتحة خير لكل الناس، "ألَّا نرى حزنًا ولا أسًى ولا قهرًا وإن كان الحلم مثاليًّا، وأن نرى الأمة العربية والإسلامية تجتمع على كلمة حق، لنصرة الضعفاء وتحرير فلسطين".

وتشير أبو ندى إلى أنه كان عامًا مقلقًا ومتعبًا وغير الكثير من خططها بالحياة، لكن تحمد لله أن أخرجها منه وعائلتها بخير.

"حلوه ومره"

أما الثلاثينية تحرير أبو شرار من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فإنها تحمد الله على ما فات، وتشكره لما هو آت، رغم أنه ذهب من الأعمار عام وطويت سجلاته بكل ما فيها من حلوه ومره.

تقول: "شارف عام 2020 على الانتهاء، وقاربنا على دخول عام جديد لا ندرى ما يحمل لنا في جعبته، بعد عام أخذ منا ما أخذ، وعام سيقبل ونحن بين المطرقة والسندان لا نملك من الأمر شيئًا"، وفق تعبيرها.

وترى أبو شرار أن 2020 كان عام مليئًا بالأحداث وإشارات من الله -وفق وصفها-، مضيفة: "أخبرنا هذا العام بأننا أضعف ما في الوجود، وبفيروس صغير لا يرى بالعين المجردة أربك حياتنا، ونحن الذين اعتقدنا يومًا ما بأن قوتنا لا تهزم، ارتدينا الكمامة لنسلم من أقرب الناس إلينا، في النهاية دعونا نستقبل عامنا الجديد وقد غرسنا طاقتنا الإيجابية والجانب المزهر لنستطيع الخروج من خضم معاركنا".

لكنها توضح أنها اكتسبت الكثير من المفاهيم في هذا العام التي كانت غائبة عنها، "ولم نعطيها اهتمامًا حيث كنا في نعمة من الله في كل شيء ولم نشكره عليها، أمنيتي بالعام القادم أن يقدر الله لنا الخير وتحقيق أحلامنا ويرزقنا صفاء الذهن، ونستبشر بأيام قادمة تملأنا الفرحة، ونرجو من الله دوام الصحة والعافية والعودة للحياة الطبيعية".

ويتفق معها الشاب محمد النعيزي فيتمنى في عام 2021 أن يتخلص من الظروف الصعبة التي تسببت فيها جائحة كورونا والتي أثرت بشكل كبير وواضح على الجميع دون استثناء.

ويأمل أن يكون العام الجديد مختلف عما سبقه، وتتحقق فيه الوحدة الوطنية، وأن تجد الأجيال الشابة فرصها في الحياة.

وعلى صعيده الشخصي يحلم أن يتمكن من إكمال دراسته العلمية في مجال الصحافة والإعلام.

وإيناس حمودة التي تعمل في مجال التعليم وتقطن في شمال قطاع غزة، تقول: "مع غروب شمس عام ٢٠٢٠م، تشرق علينا شمس ٢٠٢١م، فلنا آمال عِظام وطموحات جِسام بعد عام مضى وانتهى وبانتظار عام جديد سيفتح أبوابه لنا".

ترجو في العام القادم أن يفتح الله لها فيه أبواب الخير، وأن يكون مكللًا بالنجاحات والانجازات، وأمنيات في تخطي الأزمات وعلاج الآهات، وصلاح البال وتغير الحال، ليصنع للمسلمين الفخر.

وتضيف: "أن يصب الله سحائب رحمته على أسرانا فيفرج قيدهم، وأن يمطر غيثه على جرحانا فتشفى آلامهم وأن يبلل قلوب الأمهات بعودة أبنائهم المغتربين، لا شك أن هذا العام قد امتلأ صفحاته بكوارث وأحداث ومجريات عديدة، وكانت الكورونا لها نصيب الأسد في حياتنا، فأفسدتها علينا وغيرت مسار دربنا فانغلقنا على أنفسنا والتزمنا الحجر الإجباري الذي أوقف جُلّ أنشطتنا".

"من أمانينا أن تعود الحياة التي اعتدتها وألفتها، وتعود المساجد تصدح بالأذان وتعج بالمصلين، والطلبة إلى مدارسهم حيث اللقاء اليومي حيث تبادل المشاعر فيما بينهم"، تختم حديثها.

وحتى أمس بلغ إجمالي حالات الإصابة النشطة بفيروس كورونا في قطاع غزة 10176، والحالات المتعافية 29335، في حين توفي من العدد الإجمالي 356 شخصًا، وفق إحصاءات وزارة الصحة.