مع إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رشقة الصواريخ الأولى تجاه البحر المتوسط مع بدء مناورة "الركن الشديد"، وتحليق طائرة مسيرة للمقاومة، تعالت أصوات التكبير والتهليل من قبل المواطنين فرحًا وافتخارًا بأداء المقاومة التي تشهد تطورًا ملحوظًا في قدراتها العسكرية.
وعبر المواطنون الذين راقبوا مشاهد انطلاق الصواريخ تجاه البحر، عن اعتزازهم بوحدة وقوة المقاومة الفلسطينية واستعدادها المشتركة لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ونفذت فصائل المقاومة، أول من أمس مناورة "الركن الشديد، بمشاركة الفصائل المسلحة في قطاع غزة، وسط متابعة وتغطية قوية من قبل مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وتمت المناورة بالذخيرة الحية، وتحاكي معايشة للتعامل مع سيناريوهات متعددة للتصدي لعدوان إسرائيلي من البر، والجو، والبحر.
وخلال المناورة أظهرت المقاومة وحدتها المشتركة من خلال رفع العلم الفلسطيني فقط، وإزالة كل أعلام الفصائل المشاركة، وذلك تأكيدًا لإيصال رسائل عديدة للعدو والصديق، أن عنوان المرحلة القادمة سيكون الوحدة الوطنية في الميدان.
وفي بيان للغرفة المشتركة، أكدت أن انطلاق مناورة "الركن الشديد" جاء في إطار تعزيز العمل المشترك والتعاون بين الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، وتتويجًا لفترةٍ من الإعداد والتدريب العسكري المشترك، وتجسيدًا لجهود المقاومة في رفع جهوزيتها القتالية بشكل دائم.
وجاءت المناورة بالتزامن مع ذكرى معركة الفرقان والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2008، إضافة إلى موجة التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة
الشاب فادي سعيد أكد أن مشاهدة صواريخ المقاومة وهي تنطلق تجاه البحر خلال المناورة المشتركة، يعد تجسيدًا للوحدة الحقيقية بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال سعيد في حديثه لـ"فلسطين": "كنت أجلس فوق منزلي أنا وأهلي بانتظار خروج صواريخ المقاومة تجاه البحر، وعند انطلاقها عفويًّا قمنا بالتكبير والتهليل والدعاء للمقاومة".
وأضاف سعيد: "مناورة الركن الشديد أعطتنا رسالة أن مقاومتنا بخير وقوية وموحدة أمام الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يترك قطاع غزة ويحيك لها في كل وقت المكايد".
الستيني محمد أبو موسى قال إنه لم يعاصر في حياته حدثًا كالذي شاهده في مناورة "الركن الشديد".
وأضاف أبو موسى في حديثه لـ"فلسطين": "وحدة المقاومة قوة وفخر، وتزيد من هيبتها أمام شعبها والأمة العربية. أما العدو فدائمًا يتربص بها ويريد إضعافها".
وأوضح أن مشاهد الوحدة بين فصائل المقاومة في هذا التوقيت مهم جدًّا، خاصة في ظل الظروف السيئة التي تمر بها القضية الفلسطينية بسبب التطبيع الذي تقوده عدد من الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي.
كذلك أكد المواطن أحمد جمعان أن وحدة المقاومة كان يجب أن تكون من سنوات في قطاع غزة خاصة مع الحصار المتواصل وخوض أكثر من 3 حروب مع جيش الاحتلال.
وقال جمعان لـ"فلسطين": "هذه المناورة تعطي تأكيدات للجميع أن غزة هي الوحيدة التي تدافع عن الأمتين العربية والإسلامية وهي أقوى القلاع، ويجب دعمها وعدم تركها وحدها تواجه الاحتلال".
وأوضح جمعان الذي تابع مناورة "الركن الشديد" مع أبنائه أمام شاشة التلفزيون، أن أكثر ما لفت انتباهه في بدء المناورة هو تحليق طائرة مسيرة للمقاومة.
ولفت أن مشاهدة تلك الطائرة يعني أن المقاومة قوية وتعمل باستمرار على تطوير نفسها، وتتجهز بشكل جيد لأي معاركة مع الاحتلال.
الشاب محمد منصور أكد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أوصلت رسائل عدة للعدو والصديق أنها ليست ضعيفة أو يمكن الانتصار عليها رغم الحصار المفروض منذ 13 عامًا.
وقال منصور لـ"فلسطين": "مشاهد صد فصائل المقاومة لقوة بحرية إسرائيلية (افتراضية) خلال المناورة، أشعرنا بقوة المقاومة، واحترافية مقاتليها، ويقظتهم لغدر جيش الاحتلال".
وأضاف أن المناورة "منحتنا اطمئنانًا أن لدى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مقاومة قوية وموحدة، وقادرة على صد أي عدوان إسرائيلي".
ولفت أن أكثر ما أشعره بالفرحة من مناورة "الركن الشديد" هو رفع العلم الفلسطيني طيلة فترة المناورة، ووجود علم فلسطين أيضا على البدل العسكرية للمقاتلين.