فلسطين أون لاين

الطفل مناصرة.. يقارع عتمة السجن بين المرض النفسي وفيروس "كورونا"

...
الأسير الطفل أحمد مناصرة (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تعيش عائلة الأسير أحمد مناصرة من بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، قلقًا متصاعدًا على حياته، لا سيما بعد تأكيد إصابته بفيروس كورونا الأحد الماضي.

واشتكى مناصرة، وفق والده صالح، قبل أيام من ارتفاع درجة حرارة جسمه، وظهور أعراض الفيروس عليه، لا سيما بعد نقله إلى مستشفى سجن "الرملة"، عقب معاناته من مرض نفسي بسبب طول مدة اعتقاله، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة بحق الأسرى خلف القضبان.

والأسير مناصرة اعتقل في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وكان في حينه يبلغ من العمر 12 عامًا، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه وابن عمه "حسن" الذي استشهد، وحُكِم عليه بالسجن 12 عامًا، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن.

سقط سهوًا

ويقول مناصرة لصحيفة "فلسطين": "اتصلت وزارة الصحة الإسرائيلية صباح الأحد الماضي لتتعرف على أوضاع ابني أحمد، وهل هو محجور أم لا، وأين يوجد، ولم تكن تعلم حينها أنه معتقل، لتخبرني بتأكيد إصابته بالفيروس".

ويضيف أنه تلقى الخبر بصدمة كبيرة، وسارع إلى إجراء اتصالات بمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التي أكدت الخبر وأبلغته أنه مصاب، ويعاني أعراضًا أبرزها فقدانه حاستي الشم والذوق، وآلام في أنحاء جسده.

ولفت إلى عدم توفر أي معلومات عن أوضاع نجله الصحية، وظروف اعتقاله، مشيرًا إلى أن العائلة ممنوعة من زيارته منذ نحو ثلاثة أسابيع بذريعة جائحة كورونا.

وبسبب طول مدة اعتقال "أحمد" وحرمانه من أبسط حقوقه، والاعتداء عليه بالضرب في أثناء مدة اعتقاله والتحقيق معه، أُصيب بمرض نفسى نُقِل في إثره من سجن "النقب" إلى عيادة سجن "الرملة".

ويكمل: "اعتُقل ابني طفلًا مصابًا بجروح خطِرة، في حين استشهد ابن عمه حسن، ثم تعرض بعد إصابته لاعتداء وحشي من المستوطنين الذين انهالوا عليه بالضرب والدعس بالأرجل قبل أن يعتقله جيش الاحتلال".

وبين أن نجله "أحمد" خضع لتحقيق قاسٍ جدًا بعد اتهامه بمحاولة تنفيذ عملية طعن في مدينة القدس المحتلة، برفقة ابن عمه، وحكم عليه الاحتلال بالسجن الفعلي 9 سنوات ونصف السنة بعد التخفيف، وغرامة مالية باهظة قدرها 46 ألف دولار.

خوف وقلق

ورجح مناصرة، أن يكون نجله أصيب بالفيروس في أثناء نقله من سجن "النقب" إلى عيادة السجن، مؤكدًا أن إدارة سجون الاحتلال لا تراعي أدنى سبل الوقاية اللازمة.

ورغم محاولات محامي هيئة شؤون الأسرى لزيارة ابنه داخل السجن، فإن الاحتلال رفض الزيارة بحجة أنه مصاب بالفيروس، مؤكدًا أن حالة من القلق والخوف الشديد تنتاب أفراد العائلة.

ويحاول مناصرة جاهدًا الحصول على أخبار ومعلومات عن نجله البكر، والتعرف على أوضاعه الصحية رغم شحها من محامي الهيئة.

وبإصابة الأسير مناصرة بفيروس كورونا، يرتفع العدد الإجمالي للأسرى المصابين إلى 140 أسيرًا، يقبعون في عدة سجون ومراكز توقيف إسرائيلية.

وحذرت مؤسسات معنية بشؤون الأسرى ومختصون، من تصاعد مخاطر احتمالية انتشار الوباء انتشارًا واسعًا بين صفوف الأسرى، عقب الإعلان عن إغلاق إدارة سجون الاحتلال، سجن "ريمون" بالكامل، بعد الكشف عن إصابة عدد من السجّانين، والسجناء الجنائيين بفيروس كورونا.

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 4700 أسير، في ظل أوضاع مأساوية وظروف مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.