لم يجد أهالي الضفة الغربية المحتلة طريقة لمتابعة فعاليات المناورة العسكرية المشتركة "الركن الشديد" التي نفذتها "غرفة العمليات المشتركة" في قطاع غزة أمس، سوى مشاهدة لقطات منها عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي التي انبرت ببث مشاهد من إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وإطلاق النار.
وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى ميدان للتعبير عن الإعجاب الممزوج بالفخر والعزة أمام مشاهد المقاومة واستبسالها، في الوقت الذي غابت به تلك المشاهد عن الضفة الغربية المحتلة بفعل جرائم الاحتلال الإسرائيلي وسياسات التنسيق الأمني التي تنتهجها السلطة الفلسطينية.
"فعلا أنكِ يا غزة الركن الشديد والقوي والمتين الذي نستند إليه"، كتب الشاب عبد الله دويكات هذه العبارة، معقبًا على مناورات غزة، مردفًا: "نحسدكم ونغبطكم، ويا ليتنا نستطيع أن نُقبِّل نعال مجاهديكم، فأنتم ما تبقى لنا من أمل بعد الله عز وجل".
وكتب الناشط الشبابي أيمن حنني: "هناك تنظم المناورات وتنطلق الصواريخ، وهنا تُفتَح المراقص وتُقمَع البنادق".
وأضاف: "البقعة الوحيدة في العالم التي لا تقبل الذل والهوان، هي غزة، فما نراه من مشاهد تشفي الصدور، فهذا يوم يحبه المؤمنون ويَغيظ المنافقين".
وكتب آخر يقول: "أي شجاعة تمتلكينها يا غزة، تناورين بالصواريخ وبالسلاح، والعدو بكل جبروته وقوته يقف صامتًا خوفًا منكِ، وهنا في الضفة لا يجرؤ أحد على توعد الاحتلال أو حتى التفكير بحمل السلاح، وإلا سيكون مصيره الاعتقال في وضح النهار من قوات احتلال تقتحم أي مدينة تريد، بلا مانع ولا رادع".
ويقول الشاب فادي عامر من نابلس: إن "الوحدة تجلت بالكامل في أثناء المناورة، بمشاركة جميع الفصائل في الحدث وصناعة العزة والتمكين، في حين نحن هنا في الضفة نُخرِس صوت البندقية، بل ويُخرَس كل من يعارض تيار التسوية".
وفي مشهد احتفالي آخر، تجمهر العشرات من المواطنين أمام أحد المحال التجارية في أسواق مدينة نابلس، لمشاهدة البث المباشر لفضائية الأقصى للقطات من انطلاق الصواريخ التجريبية صوب البحر، والطائرات التي تجوب الأجواء، وهم يرددون: "حمى الله غزة، شيء يرفع الرأس".
وأطلق أصحاب بعض المحلات العنان لمكبرات الصوت على عتبات أبواب محالهم لتصدح بأناشيد المقاومة، تمامًا كما حصل مع العديد من مركبات المواطنين، لا سيما الشبان في أثناء تنقلهم في الشوارع.
وقال أحدهم: "الضفة تفتقد إلى روح المقاومة بعد أن طوعتها بلطجة وإجرام الأجهزة الأمنية التي صادرت السلاح، واعتقلت المقاومين، وصادرت الدعم، وأغلقت المؤسسات، وقضت على أجيال أغرقتها بالفساد والهوان".
وتحدث آخر في منشور له: "لماذا لا يتعلم الجميع هنا من حماس وتجربتها؟ فهي لم تتخلَّ عن المقاومة ولم تنبذ أحدًا، بل دعمت كل من يريد المقاومة، واليوم يتجلى المشهد بهذه اللوحة الوحدوية بين كل الفصائل التي خرجت باسم غرفة العمليات المشتركة".