فلسطين أون لاين

بعد (12) عامًا على معركة "الفرقان"

تقرير العدوان الإسرائيلي طال قطاعات حيوية لا تزال تتعافى حتى الآن من آثاره

...
عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008 (صورة أرشيفية)
غزة/ صفاء عاشور:

في الذكرى الـ(12) للحرب العدوانية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، لا تزال آثار وذكريات العدوان ماثلة أمام كل من عايشه ويكأنه البارحة، ففي (21) يومًا، صبَّت الطائرات الحربية مئات الأطنان من المتفجرات والأسلحة المحرمة دوليًّا ملحقة دمارًا هائلًا في الكثير من القطاعات الحيوية والبنية التحتية للقطاع.

ويؤكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان، ناجي سرحان أن عملية إعادة إعمار غزة بعد عدوان 2008، "لم تأخذ حقها فحتى اليوم هناك بيوت لم يُعَد إعمارها".

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن حوالي (500) وحدة سكنية دمرت في عام 2008 لم يتم إعادة إعمارها حتى اليوم، لعدم التزام الدول المانحة تعهداتها المالية، وقيام الاحتلال بشن حربين عدوانيتين في عامي 2012 و2014، وكانت الأولوية للدمار الأخير.

وقال سرحان: "لم يستفِق القطاع حتى الآن من إصلاح أضرار البينة التحتية من شوارع، وشبكات مياه"، لافتًا إلى أن الإعمار السكاني كان له نصيب الأسد حيث تم إصلاح 90% من الأضرار الكلية للعدوان 2014 ولكن على مستوى البنية التحتية لا تزال كثير من الشوارع مدمرة.

ونبه إلى أن التصعيدات العسكرية التي تحصل بين فترة وأخرى وما يرافقها من قصف ممنهج على غزة، كله يؤدي لتدمير البنية التحتية للشوارع وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.

استهداف التعليم

من جانبه أوضح المدير العام للتخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم، رشيد أبو جحجوح، أن العدوان الذي شنه الاحتلال على غزة في 27 ديسمبر 2008، كبد القطاع التعليمي خسائر فاقت (50) مليون دولار، وذلك بسبب التدمير المباشر وغير مباشر للمدارس، والجامعات والمؤسسات التعليمية.

وأوضح أن الاحتلال بدأ عدوانه بقصف وتدمير المنشآت الحكومية على اختلافها وكان منها ما هو قريب من المدارس والجامعات مما تسبب بوقوع مئات الشهداء في اللحظات الأولى للحرب العدوانية.

وذكر جحجوح أن أضرار الحرب طالت 226 مدرسة جزئيًّا، وبينما دمرت ثماني مدارس كليًّا، استهدف الاحتلال مباني محددة في ثلاث جامعات كبرى في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الأضرار احتاجت لأكثر من ثلاث سنوات لإعادة إعمارها.

ونبه إلى أن آلاف الأطفال كانوا بحاجة لإعادة تأهيل على المستوى النفسي والتعليمي بسبب فظاعة ما شاهدوه في الحرب العدوانية على غزة.

وأفاد جحجوح بأن عدد الشهداء والمصابين من الطلبة وصل إلى 220 طالب، إضافة إلى استشهاد 7 طلاب جامعيين، و13 معلم.

النيل من رسالة المساجد

وعلى الجانب الديني، تعمد جيش الاحتلال استهداف المساجد ودور العبادة والمقابر والمؤسسات الوقفية، حيث أوضح الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عادل الهور أن جيش الاحتلال دمر كليًّا 34 مسجد، وتضرر 167 مسجدًا بصورة جزئية.

وبين في حديث لـ"فلسطين"، أن الحرب العدوانية طالت خمس مقابر، حيث تطايرت جثث الأموات على أسطح البنايات من شدة القصف، فيما قام الاحتلال بجرف أسوار بعض المقابر أيضا.

ولفت إلى أن الحرب طال مباني وعقارات وقفية تابعة للوزارة وعددها 12 مرفقًا وعقارًا، من بينها: مقر كلية الدعوة الإسلامية، وإذاعة القرآن الكريم، ومدارس الأوقاف الشرعية، ومعهد حمودة الشرعي وغيرها.

وأفاد الهور بأن الاحتلال حاول تبرير جرائمه بأكاذيب ودعاوى زائفة، بأنها تشتمل على أسلحة ومقاومين، "بينما في حقيقة الأمر هو حقد صهيوني وسياسة ممنهجة باستهداف كل مقومات صمود الشعب الفلسطيني".

وأكد أن المساجد تعد محاضن تربوية وإيمانية وأخلاقية ولها رسالة عظيمة في المجتمع، وتخرج سنويًا الآلاف من حفظة القرآن، "وهذا كله يثر غيظ الاحتلال على المساجد، لذلك يدمرها للنيل من رسالتها".

وأوضح الهور أن التكلفة التقديرية لإعادة إعمار وترميم المساجد بلغت أكثر من 20 مليون دولار، تم إعادة إعمار وترميم معظمها، ولكنها قد أخذت سنوات عديدة من أجل ذلك، "وهناك مساجد لم يتم إعمارها وترميمها حتى الآن لعدم توفر التمويل اللازم".