فلسطين أون لاين

"خلطات الجدات" و"انخفاض التكلفة" سببان في ذلك

خبراء يحددون مدى فعاليتها.. كورونا يزيد الإقبال على الأعشاب بغزة

...
غزة/ هدى الدلو:

مع ظهور جائحة كورونا في قطاع غزة، لجأ بعضٌ إلى اعتماد وصفات تحتوي على أعشاب طبية، خاصة أنه كان يعتمد عليها في علاجه من بعض الأمراض البسيطة ونزلات البرد، ولكن زاد الإقبال عليها مع انتشار الفيروس اعتقادًا بأنها تحمي من خطر الإصابة بكورونا.

هيثم بلبل الذي يعمل في العطارة والأعشاب الطبية بغزة يرى أن إقبال المواطنين على الأعشاب الطبية زاد بنسبة بسيطة، ولكن ليس على عشبة معينة أو صنف محدد، لأنه لم تحدد عشبة مضادة للفيروس.

ويُرجع تلك الزيادة في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى إقبال بعضٍ على التداوي بالأعشاب مع انتشار فيروس كورونا في القطاع، وما يروجه بعض عن دور الأعشاب في القضاء على الفيروسات، إلى جانب انخفاض تكلفتها المالية بدلًا من أقراص الفيتامينات التي لا يقوى بعضٌ على شرائها، فيعتقدون أنها تتمكن من الوقاية من أي أمراض.

ويقول بلبل: "هناك عدة أعشاب تعمل على تقوية الجهاز المناعي في الجسم مثل الزهورات والينسون والبابونج، خاصة أننا في فصل الشتاء، فيكثر الإقبال عليها لمقاومة الأنفلونزا ونزلات البرد".

ويشير إلى أن بعضًا يعتمد على المشروبات التقليدية والخلطات العشبية التي ورثوها عن الجدات كمشروب الليمون الدافئ مع العسل، والزعتر والبصل وزيت الزيتون والثوم، لكون جداتهم استخدمن تلك الوصفات للوقاية من الأنفلونزا والالتهابات.

من جهته يقول شحدة العالول الذي يعمل بمجال الأعشاب الطبية: "إن الاعتماد عليها لا يزال بالقوة ذاتها، بل زاد عما قبل ظهور فيروس كورونا".

ويلفت في حديثه مع صحيفة "فلسطين" إلى أن ذلك يتعلق بالأعشاب التي تعمل على علاج الصدر وتحمي الجهاز المناعي وتقويه.

لكنه يضيف: "الإفراط في استخدام الأعشاب الطبية قد يعطي نتائج عكسية، خاصة من يعانون أمراضًا مزمنة كضغط الدم والسكري وغيرهما".

ويشير العالول الخبير في علم النبات إلى أن بعض الأعشاب تخفف من الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا الموسمية، ولكنها قد لا تفيد في حال الإصابة بفيروس كورونا.

وبعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يتداولون فعالية الأعشاب الطبية في الوقاية من فيروس كورونا والعلاج من الإصابة، مع أنه لا يوجد أي دليل طبي يثبت فعالية الأعشاب أو حمايتها من انتقال العدوى.

"وقف تدهور الجهاز المناعي"

من ناحيته يقول الاختصاصي في الأمراض الباطنية والصدرية المدير الطبي في الرعاية الصحية الأولية د. بسام أبو ناصر: "يا للأسف!، الفيروس غير معروف عنه إلا القليل من المعلومات، وإلا لكنا قضينا عليه، ولذلك كل ما يتعلق بأمر تناول الأعشاب هو فرضيات نسعى من ورائها فقط لرفع المناعة في محاولة لوقف تدهور الجهاز المناعي بفعل الفيروس".

ويبين لصحيفة "فلسطين" أنه طبيعيًّا غير معترف بالأعشاب في المفهوم المباشر للوقاية من الفيروس أو علاجه، وإنما يتعامل معه بالأعشاب كما باقي الفيروسات المعروفة، ويكون التوجه لرفع مناعة الجسم وزيادة نسبة التنفس الخلوي (الأيض) بتناول فيتامين C، وE، والتعرض للشمس لزيادة الحصول على فيتامين D.

وينصح أبو ناصر بتناول الخس، والجرجير، والبصل والثوم، مع محاولة تخفيفهما قليلًا للتخفيف من تأثيرهما السلبي على المعدة أو الروائح الكريهة المنبعثة منهما، إلى جانب الموز، والليمون والحمضيات عمومًا.

ويختم حديثه بتأكيد ضرورة مراعاة وجود أي أمراض أخرى، أو تناول أدوية معينة ممكن أن تتعارض مع هذه الأعشاب والخضار والفواكه، لذلك "الارتجالية مرفوضة".