فلسطين أون لاين

منذ عدوان 2008.. فصول معاناة أسرة الشهيد "ارحيم" مستمرة

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

لم تترك فاطمة ارحيم بابًا إلا وطرقته من أجل الحصول على راتب زوجها الشهيد حتى تعيش وأطفالها عليه لتوفير احتياجاتهم المعيشية والحياتية كغيرها من أسر الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي.

واعتادت أرملة الشهيد مصطفي ارحيم منذ استشهاده في العدوان الإسرائيلي على غزة (نهاية عام 2008 وبداية 2009) توفير احتياجات أسرتها من راتب مخصصات أهالي الشهداء الذي يصرف عبر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

لكن مع بداية عام 2019 "انقلبت حياتها رأسًا على عقب" بعد قطع السلطة مخصصهم المالي.

وارتقى ارحيم بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منازل الغزيين في أيام العدوان الهمجي.

أوضاع صعبة

وفي ذكرى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2008-2009، تشتكى ارحيم، التي تقطن في حي الزيتون شرق مدينة غزة، برفقة أبنائها الثلاثة، من عدم قدرتها توفير احتياجات أبنائها من الأدوية.

وتعاني ابنتها يارا (15 عامًا) الربو وهي بحاجة لعلاج شهري تقدر قيمته بـ(150) شيقلًا، في حين يحتاج نجلها جاسر (12 عامًا) إلى (210) شواقل لتوفير أدوية بعد أن أجرى سلسلة عمليات جراحية في الخصيتين.

ولا يتوقف الحال عند هذا الأمر، وفق ارحيم، التي قالت لصحيفة "فلسطين" بحزن، إنها باتت مهددة بالطرد من البيت الذي يؤويها وأطفالها لعدم قدرتهم على تسديد أجرته للشهر الثالث على التوالي.

وتضيف أنها اعتمدت طوال الأشهر والسنوات الماضية في تسديد أجرة المنزل على مخصص زوجها الشهيد، وبعد قطع راتبه اعتمدت على كفالات الأيتام التي تصرف كل ثلاثة أشهر مرة لأبنائها.

أسباب أمنية

وعند محاولة ارحيم التعرف إلى أسباب قطع راتب زوجها، واستعادته من أجل توفير قوت أطفالها أسوة بأهالي الشهداء، أبلغت بأن القطع "ذو أسباب أمنية"، مؤكدة أن زوجها لا ينتمي إلى أي فصيل.

وتساءلت: "أهكذا يُكرَّم أطفال وأرامل الشهداء بقطع راتبهم وجعلهم عرضة للجوع والفقر؟!".

ودعت أرملة الشهيد السلطة في رام الله إلى تحييد ملف الشهداء عن الخلافات والتجاذبات السياسية وصرف رواتبهم؛ لضمان حقهم في حياة كريمة.

ومنذ قطع السلطة راتب زوجها الشهيد، تواظب الأرملة للاعتصام أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء، في الشهور الماضية، على أمل استعادة راتب زوجها لكن دون جدوى.

وحاولت ارحيم البحث عن فرصة عمل لتوفير احتياجات أطفالها لكن البحث عن عمل بحاجة إلى شهادة جامعية، كما تقول.

ولجأت ارحيم إلى إكمال تعليمها الجامعي في تخصص إدارة أعمال ليمكنها بذلك من الحصول على وظيفة تسد رمق أطفالها، بعد انقطاع الراتب وعدم جدية السلطة في إعادته.

وختمت: "عار على كل حر وشريف أن يقطع رواتب أرامل وأطفال الشهداء، ويتركهم عرضة للفقر والجوع".

في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على قطاع غزة بعملية سماها "الرصاص المصبوب"، في حين اختارت المقاومة الفلسطينية أن تسميها "معركة الفرقان"، واستمرت نحو (23) يومًا.

وأسفرت العملية العسكرية آنذاك عن استشهاد نحو (1500) مواطن، ودمار هائل في البنية التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين.