ألقت أزمة الكهرباء في قطاع غزة، بظلالها السلبية على طلبة المراحل الدراسية عامة، وطلبة الثانوية العامة خاصة، وسط تخوفات من تأثيرها في معدلهم الدراسي، مع اقتراب الامتحانات النهائية.
ووصف الطالب في الثانوية العامة، محمد بهجت، انقطاع التيار الكهربائي بـ"الأزمة الصعبة" للغاية عليهم، مشيرًا إلى أنه عمل على أخذ احتياطاته لهذه الأزمة منذ بداية العام، من خلال شرائه طاقة بديلة "ليدات" لتعويض ساعات انقطاع التيار الكهربائي ليلًا.
وقال بهجت لصحيفة "فلسطين": "منذ بداية الأزمة وأنا أحاول أن أجد البدائل عن الكهرباء، فالبطارية وحدها لا تكفي، وفي كثير من الأحيان تضعف الإضاءة ولا أستطيع وقتها الاستمرار في الدراسة"، لافتاً إلى أن الأوقات المتاحة لشحن البطارية قليلة ولا تكفي استهلاك طالب الثانوية العامة.
وأشار بهجت إلى توجه عدد من زملائه للمساجد التي تستخدم الطاقة الشمسية، أو المولدات المركزية المنشرة في الأحياء، للدراسة فيها في ساعات المساء، والبعض الآخر يذهب إلى النوادي أو المقاهي لشحن بطاريات الإنارة، واستغلالها لساعات طويلة.
يذكر أن أزمة الكهرباء المستمرة منذ 10 أعوام، دفعت الغزيين لإيجاد البدائل والحلول المؤقتة، كالخلايا الشمية، البطاريات، المولدات المركزية في الأحياء الشعبية.
تغيير كبير
فيما قالت الطالبة ندى بركات: "إن امتحانات الثانوية العامة كانت تشكل لي رعبًا منذ بداية العام.. والآن زاد هذا الرعب بعد انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، الأمر الذي جعلني في حيرة كبيرة من أمري".
وأشارت بركات إلى أن الدراسة خلال الشهر الجاري "انقلبت رأسًا على عقب، فركزت فيها على الدراسة في ساعات النهاء بدلاً من المساء الذي كنت معتادة فيه على الدراسة طوال الأشهر الماضية".
وأضاف: "الأمر لم يكن سهلاً في تغيير روتين الدراسة، إلا أنني أصبحت مجبرة على هذا للتأقلم مع ظروف انقطاع التيار الكهربائي"، منوهة إلى أن أي بدائل لتوفير التيار الكهربائي غير مجدية ولا يمكن أن تتوفر سوى لساعات قليلة لا تكفي طالب التوجيهي.
من جانبها، قالت سميرة عوض، ربة منزل وأم لسبعة أطفال: إن انقطاع التيار الكهربائي يشكل أزمة كبيرة، "فأنا كأم لا أستطيع أن أقوم بأعمالي المنزلية وفي الوقت ذاته، أتابع دراسة أبنائي الموزعين على مختلف المراحل الدراسية".
وأضافت عوض لصحيفة "فلسطين": "لدي اثنان من أبنائي في الثانوية و2 في الإعدادية و2 في الابتدائية جميعهم يحتاجون للإضاءة للدراسة خاصة أن الامتحانات لم يتبق عليها سوى أيام عديدة".
وأكدت أنها تضطر إلى توزيع أبنائها على غرفتين تتوفر فيها إضاءة البطارية الموجودة في منزلها، فطلبة الثانوية يستطيعون الدراسة وحدهم، والصغار تجلس بجابهم حول الإنارة البديلة.
وتابعت: "أنا مضطرة للتعامل مع هذه الظروف بهذا الشكل"، داعيةً المولى أن تمر أيام الامتحانات بسلام، رغم أنها لم تستبعد أن تترك هذه الأزمة تأثيراً كبيراً في تقديم أطفالها للامتحانات.
أمر صعب
بدوره، أوضح مدير العلاقات العامة في شركة الكهرباء، محمد ثابت، أن توفير الكهرباء لساعات طويلة "أمر صعب" لا تستطيع شركة الكهرباء القيام به حاليًا.
وقال ثابت لصحيفة "فلسطين": إن "كميات الكهرباء التي تصل للقطاع ضئيلة وبالكاد تكفي لأربع ساعات، ورغم عودة الخطوط المصرية واستبشارنا بالخير، إلا أنه وبعد عدة ساعات تعطل خط غزة القادم من مصر".
وأضاف ثابت: إن "كمية الكهرباء المتوفرة من الجانب المصري غير ثابتة وبالتالي فالاعتماد الأساس يبقى على خطوط الكهرباء القادمة من الجانب الإسرائيلي والتي توفر 120 ميجا وات والتي تكفي لتوفير الكهرباء 4 ساعات فقط".
وأشار إلى وجود تنسيق عالٍ بين شركة توزيع الكهرباء ومختلف الوزارات ومنها وزارة التربية والتعليم، حيث كانت الشركة توفر الكهرباء في أوقات معينة تتناسب مع الأعمال الخاصة بالامتحانات.
وأردف ثابت: "أما توفير الكهرباء لطلبة التوجيهي فهذا أمر صعب للغاية، خاصة أنهم منتشرون في كافة أنحاء القطاع وليس في مكان واحد، ليتم توفير كهرباء دائمة لهم"، لافتاً إلى أن الشركة مدركة لتأثير هذه الأزمة على التحصيل الدراسي للطلبة.
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة حذرت في وقت سابق من التأثير السلبي لانقطاع الكهرباء على طلبة المدارس، خاصة في هذه الفترة الحساسة مع نهاية العام الدراسي، وقرب الامتحانات المتعلقة بالتعليم الأساسي أو الثانوية العامة.
يذكر أن قطاع غزة، يشهد أزمة حادة في التيار الكهربائي، منذ عدة أسابيع، عقب وقف السلطة في رام الله، تحويل الوقود اللازم لشركة الكهرباء الوحيدة بغزة، وانتهاء منحة الوقود القطري والتركي للشركة.
وتصر شركة الكهرباء، على عدم شراء الوقود من السلطة في رام الله، نظرا لحجم الضرائب الهائل عليه، ومؤخرا، أبلغت السلطة، الاحتلال الإسرائيلي، بوقفها دفع ثمن كمية الكهرباء الواردة إلى قطاع غزة، وذلك ضمن إجراءاتها العقابية التي اتخذها رئيس السلطة محمود عباس ضد غزة.