تطلق فصائل المقاومة في غزة مناورات خاصة في ذكرى العدوان على غزة عام 2008، تحت عنوان "الركن الشديد"، وهي الأولى من نوعها في إطار تطوير قدرات المقاومة لمواجهة الاحتلال، وصد أي عدوان يشنه الاحتلال على غزة.
المقاومة اليوم في وضع متقدم من حيث القدرات والإمكانات وتطويرها، وإدارة المواجهة مع الاحتلال، للانتقال إلى المناورات المشتركة التي تضم كل الفصائل، وبذلك توجه العديد من الرسائل للاحتلال.
القدرات التي تتمتع بها المقاومة في غزة قادرة على مواجهة العدوان تحت معادلة ردع الاحتلال عن القيام بأي عدوان برفع سقف الخسائر التي يمكن أن يتكبدها في أي مواجهة أو عدوان على غزة.
تطور أداء المقاومة بين عامي 2008 و2020 إلى حد كبير على صعيد التشكيلات العسكرية التي تمتلكها، بحيث يُجمع بين الجيش النظامي من حيث التشكيلات وتنوع الوحدات، وقتال عصابات الشوارع الذي تتميز به المقاومة، وقد اكتسبت خبرات واسعة في مواجهة حرب 2014، وتفوقت في مراحل عدة على جنود الاحتلال وأوقعت فيهم الخسائر.
العمل المشترك هو أهم خاصية لهذه المناورات، وهي خطوة متقدمة، بحيث تنظم المناورات ضمن غرفة العمليات المشتركة، وهي تتويج لإنجازات الغرفة التي تشكلت عام 2018، ونجحت في أمور عدة، منها: إرباك الاحتلال، وتغيير حساباته، بحيث يُستهدف الاحتلال مباشرة من كل الفصائل دون الإعلان عن جهة بعينها، ما يربك الاحتلال في الرد عليها، وتحديد الجهة التي تشن عمليات إطلاق الصواريخ أو تستهدف قواته على الحدود.
"الركن الشديد" هي طمأنة للشارع الفلسطيني والحاضنة الشعبية داخليًا بأن المقاومة جاهزة للدفاع عنهم، وأن الاحتضان الشعبي لها قد أنجز ذلك، وساهم في رؤية كل الفصائل مجتمعة في العمل المشترك ضد الاحتلال، وأن قطاع غزة تحول إلى مركز وثقل مهم لمقاومة الاحتلال، وأن أي استهداف للمواطنين سيتحمل الاحتلال نتائجه، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال في الأيام الأخيرة بإيقاع 300 شهيد في اليوم الواحد في مواجهة قادمة، وهنا يقصد المس بالحاضنة الشعبية للتخلي عن دورها في دعم المقاومة.
"الركن الشديد" هي مرحلة من تطور المقاومة، وإدارتها الراشدة في وجه الاحتلال بفرض المعادلات، والسير معه على حافة الهاوية بهدف ردعه، وكذلك إجباره على الخضوع لمتطلبات كسر الحصار عن غزة، كما حدث في الأعوام الأخيرة.