فلسطين أون لاين

تقرير عملية "باب حطة" تعكس حجم الضغط على الفلسطينيين وتدفعهم نحو المزيد

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تبدو الأجواء في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، ناضجة تمامًا لعودة العمليات الفدائية، وذلك مع تنامي عمليات هدم المنازل وسلب الأراضي الفلسطينية لغايات التوسع الاستيطاني ضمن مشاريع هي الأضخم منذ سنوات، إلى جانب إبعاد المقدسيين وتكبيلهم اقتصاديًّا بغرامات مالية تفوق قدراتهم، وفق ما أكده مختصان لصحيفة "فلسطين".

واستشهد مساء أول من أمس الشاب محمود كميل من بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة، عقب تنفيذه عملية إطلاق نار خارج باب حطة -أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك- أصيب فيها عنصر من شرطة الاحتلال بجروح تراوحت بين الطفيفة والمتوسطة.

ويرى المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، "ناضجة تمامًا لعودة العمليات ردًّا على جرائم الاحتلال".

وأضاف عبيدات لصحيفة "فلسطين": "الأوضاع مهيأة للانفجار في مدينة القدس ومحافظات الضفة ردًّا على عمليات القمع والتنكيل التي يشنها قطعان المستوطنين بحماية من شرطة الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف الأراضي المحتلة".

وتوقع أن يتطور العمل المقاوم في كل من الضفة الغربية والقدس لا سيما في ظل مواصلة الاحتلال جرائمه؛ كهدم مدخل مقبرة "اليوسفية"، ومحاولة السيطرة على جزء من مقبرة الشهداء، والمشاريع الاستيطانية في الضفة، وتهجير المقدسيين وهدم منازلهم، وارتفاع وتيرة الاعتقالات.

ورأى عبيدات أن العملية التي نفذها الشاب كميل، جاءت نتيجة لسياسات الاحتلال وممارساته الإجرامية التي ينفذها يوميًّا في مدينة القدس المحتلة، "فلا يكاد يمر يوم على الفلسطينيين دون أن تهدم سلطات الاحتلال منزلًا أو تخطر منازل أخرى بالهدم، إلى جانب محاولات الطرد والترحيل والتطهير العرقي في أحياء مدينة القدس".

ويعتقد عبيدات أن انسداد الأفق السياسي يذهب بالأوضاع في الضفة نحو التصعيد، مشيرًا إلى مواصلة السلطة الرهان على الإدارة الأمريكية الجديدة، واستئناف التنسيق والتعاون الأمني الذي لن يجلب إلا المزيد من ضياع الحقوق وتغول الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

عمليات مفاجئة

في حين يؤكد الناشط المقدسي عبد العفو زغير، أن ما حدث في القدس يعد ردًّا طبيعيًّا على تجاوز الاحتلال الإسرائيلي للخطوط الحُمر من اقتحام مستمر لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين وتهجيرهم من منازلهم وهدمها وسلب أراضيهم واعتقالهم.

وتوقع زغير لصحيفة "فلسطين" أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من العمليات البطولية في مدينة القدس المحتلة ومختلف مدن الضفة الغربية للرد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ورأى أن العملية البطولية التي نفذها الشاب كميل في مدينة القدس المحتلة قادمًا من مدينة جنين بالضفة الغربية، "تأتي للتأكيد أن القدس في قلب الشعب الفلسطيني، ولتصويب البوصلة نحوها ولحشد كل الطاقات من أجل الدفاع عنها، ولإيصال رسالة للاحتلال بأن تغوله على الأقصى سيواجه بالدم".

وقال: "الأحداث القادمة ستكون مفاجئة للاحتلال الذي يواصل يوميًّا التغول على الحقوق الفلسطينية"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن مواصلة العمليات بحاجة إلى وحدة فلسطينية ويتم التنسيق لها من أجل أن تحقق الغاية السياسية المطلوبة.

وتتعرض مدينة القدس وأحياؤها لهجمةٍ احتلالية غير مسبوقةٍ من مشاريع تهويدية، وتهجير سكانها وهدم منازلهم وتوزيع إخطارات بالهدم، وانتهاك مقابرها والاستيلاء عليها، ووضع اقتصادي صعب، وإبعاد واعتقال سكانها ضمن مخطط إسرائيلي هدفه تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها وتراثها، وتحريف تاريخها الأصيل وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.