عد مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل، أن استمرار السلطة في قطع رواتب الأسرى والمحررين بمنزلة عبث بقضيتهم ونضالاتهم.
وقال قنديل في تصريح لصحيفة فلسطين: إن مواصلة قطع رواتب الأسرى بمنزلة إساءة للقضية الفلسطينية، منتقدًا أيضًا استمرار ما وصفه بـ"التمييز العنصري" بين أسرى الضفة الغربية وقطاع غزة من ناحية، وأسرى الفصائل والتنظيمات الفلسطينية من ناحية أخرى.
ووصف قطع الراتب بأنه إساءة للقضية الفلسطينية ولنضالات وتضحيات الأسرى خاصة في ظل الظروف بالغة السوء التي يعيشونها في سجون الاحتلال الإسرائيلية واشتداد الهجمة الإسرائيلية المستمرة بحقهم.
وأضاف قنديل: "ليس هناك أسباب واضحة لقطع السلطة رواتب الأسرى والمحررين، سوى أنها تريد مواصلة التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال الذي يحرضها على عدم دفع رواتب الأسرى".
وتابع قنديل: "بكل أسف تساوقت السلطة مع التوصيات الصهيونية بقطع رواتب الأسرى"، معربًا عن خشيته أن تُفرَّغ قضية الأسرى من محتواها كإلغاء وزارة الأسرى في وقت سابق وتحويلها لهيئة ومحاولات السلطة في الوقت الحالي "البحث عن إلغائها وفق الأخبار التي تصل إلينا".
وحث الفصائل الفلسطينية على اتخاذ موقف واضح ورافض لسياسات قطع رواتب الأسرى، متسائلًا: "أين موقف فصائل منظمة التحرير من تلك القضية؟!".
وبين أن الأسرى في السجون في حالة تفكير مستمر بالشروع في خطوات نضالية تستهدف السلطة لإجبارها على صرف رواتبهم، لافتًا الانتباه إلى أن الوعود التي حصلوا عليها في وقت سابق من قيادة السلطة بإنهاء معاناتهم كانت "إبر تخدير ولم تثمر شيئًا".
أسرى فتح
في سياق متصل أصدر أسرى حركة "فتح" في سجن "نفحة"، مساء أول أمس، بيانًا بشأن رواتب الأسرى والمحررين في قطاع غزة.
ووجه الأسرى بيانهم إلى رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس وزرائه محمد اشتية، ورئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر، جاء فيه: "كنا قد أرسلنا في وقت سابق العديد من المراسلات بهذا الخصوص والتي طالبنا فيها بإنهاء كل أشكال التمييز المجحفة والمعيبة وغير المبررة تجاه إخواننا الأسرى والمحررين، وكذلك موظفي قطاع غزة أسوة بإخوانهم في المحافظات الشمالية، ولأسفنا الشديد ورغم مراسلاتنا للمعنيين بالأمر، لم نلقَ إلا المزيد من التجاهل واللا مبالاة والاستهتار بحقوقهم وحقوق من ضحوا بأعمارهم في سجون الاحتلال ليحيى الجميع حياة كريمة مع ذويهم".
وأضاف الأسرى في بيانهم أن كل هذه المراسلات المتكررة تقابل بالتجاهل المستمر للاستجابة لها، "على الرغم من تأكيدكم الدائم في العديد من المناسبات أنها مطالب عادلة ليست بحاجة إلا لقرار من السيد الرئيس لتُنفَّذ".
وتابع الأسرى: "نعاود مطالبتنا لكم بإنهاء هذا الملف المخجل، وذلك حتى لا تحيد بوصلتنا عن الهدف الرئيس والأساسي وهو الوطن وتحريره ومواجهة أعدائه، في ظل هجمة شرسة علينا في السجون، وعلى كامل التراب الوطني ومقدراته من قبل الأعداء ومن تحالف معهم".
وختم أسرى حركة "فتح" في سجن "نفحة" بيانهم بالقول: "كل الأمنيات بأن تزفوا لنا في الأيام القليلة القادمة بشرى خير لكل من طالت أجسادهم نار هذه الإجراءات الظالمة والمجحفة".
كانت السلطة أقدمت في مطلع فبراير 2019م، على قطع رواتب ما يزيد على (5000) آلاف من موظفيها ومئات آخرين من الأسرى والجرحى وذوي عوائل الشهداء في غزة.