دخلت أكلة "الكسكسي" الشهيرة، ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة (اليونسكو).
جاء ذلك وفق بيان للمعهد الوطني للتراث في تونس، نشره بحسابه على فيسبوك، بعيد اجتماع اللجنة الدولية للتراث الثقافي اللامادي في مقر "اليونسكو" في العاصمة الفرنسية باريس.
وقال البيان الصادر عن المعهد الحكومي: "أقرّت اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث الثقافي اللامادّي التابعة لمنظّمة اليونسكو تسجيل عنصر "الكسكسي: المعارف والمهارات والطقوس"، الذي تقدّمت به كل من الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا".
وأضاف البيان: " كما أقرّت نفس اللجنة تسجيل عنصر "الصّيد بالشرفيّة"، في إشارة لطريقة صيد أسماك تقليدية، معروفة في تونس، تعتمد على بناء مصائد في البحر بسعف النخيل.
والكسكسي أو الكسكس هو وجبة شمال أفريقية قديمة ذكرها عالم اللغة والأديب ابن دريد في القرن الثالث الهجري في كتابه "جمهرة اللغة".
لكن خبراء أكدوا ان تاريخ طبق الكسكسي يعود إلى الفترة 202-148 قبل الميلاد حيث تم العثور على أواني طبخ تشبه تلك المستخدمة في تحضير الكسكسي في مقابر تعود إلى فترة الملك ماسينيسا البربري الذي وحد مملكة نوميديا التي كانت تضم شمال الجزائر ومناطق من تونس وليبيا.
وفي مارس/آذار 2019، تقدمت كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس، بطلب إلى اليونسكو لإدراج "الكسكسي" على قائمة التراث الثقافي غير المادي للمنظمة.
ولمرات عديدة زاد الطبق الشهي من حدة التوتر بين الجارتين المغرب والجزائر، إذ حاولت كل منهما أن تنسب "الكسكسي" إلى نفسها، الأمر الذي كان يثير استياء الأخرى.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، دعا الوزير الأول في الجزائر حينها أحمد أويحيى، المنتجين في مجال الصناعات الغذائية إلى تطوير إنتاج "الكسكسي"، من أجل الرد على المغرب.
وقال أويحيى مخاطبا أحد المنتجين، حين كان يتذوق "طبق كسكسي"، خلال إشرافه ديسمبر بقصر المعارض برفقة عدد من الوزراء على تدشين الطبعة 27 لمعرض الإنتاج الجزائري: "هناك دولة شقيقة وجارة (المغرب) جعلت الكسكس منتوجها هي فقط في الدنيا، أثبتو العكس وأظهروا الكسكس الجزائري"، بحسب صحيفة "TSA" الجزائرية.
ويصنع "الكسكس" من طحين القمح أو الذرة في شكل حبيبات صغيرة، ويطبخ بالبخار، ويحضر على موائد كل الدول المغاربية.