ما زال ملف تبادل الأسرى يراوح مكانه. لا جديد في ملف التبادل رغم ما نشر في وسائل الإعلام. نعم للوفد المصري جهود جيدة في تحريك هذا الملف باتجاه التوفيق بين الطرفين، لكن الطرف الصهيوني يرفض مطالب حركة حماس، ويزعم أنها لن تحصل على صفقة تبادل كالتي حصلت عليها في ملف شاليط.
حكومة الاحتلال تعرض مساعدة غزة في مكافحة فيروس كورونا في مقابل تحرير أسراها. دولة الاحتلال تحتاج لمن يساعدها في مواجهة تداعيات كورونا، ومظاهرات تل أبيب كانت احتجاجًا شعبيًّا على فشل حكومة نتنياهو في وقاية المجتمع من كورونا. الحكومة الفاشلة تحاول بيع فشلها لغزة تحت مسمى مساعدة غزة جديًّا في مواجهة كورونا. وقديمًا قال القائل: فاقد الشيء لا يعطيه. الفيروس أكبر من خطط الحكومات، ولا ينقذ غزة منه إلا لطف الله وحده، لذا غزة تنظر للعرض الصهيوني بسخرية، وهي تمد لعرض نتنياهو لسانها.
حماس ذكرت شروطها لإبرام صفقة تبادل، وكان منها الإفراج عن الذين أعيد اعتقالهم من صفقة تبادل الأحرار، والخطوة التالية هي أسرى في مقابل أسرى، ثم إجراء مفاوضات على العدد والآليات التابعة له.
إنه من دون تحقيق شرط أسرى مقابل أسرى لن تلتقي عائلتي شاؤول وجولدن بولديهما، وقد طبقت حماس عليهم إجراءات الوقاية من الفيروس بالتزام التباعد، وتكميم الأفواه، وما يجري على غزة بسبب الفيروس يجري عليهما لا محالة.
غزة لن تعرض ما لديها من الأسرى للوباء، ولكنها لا تملك الضمانات الكافية لذلك، ونحن نعلم أن بعض أسرانا في سجون الاحتلال قد أصيبوا بالوباء، وأن سلطات السجن لم تقُم بواجباتها بحسب المعايير الصحة العالمية.
في الشريعة الإسلامية تحرير الأسرى المسلمين واجب على الحكومة الإسلامية، ثم هو واجب على المجتمع المسلم، ولا يجوز إبقاء الأسرى رهن الاعتقال، وأعتقد أن التوراة قررت المنهج نفسه، ولكن الفارق في القضية أن حماس تلتزم شريعة الإسلام في حين حكومة نتنياهو لا تلتزم تعاليم التوراة، وتحتال على عوائل الأسرى، وعلى مجتمعهم، وتحاول التحايل على حماس عن طريق كورونا. وحكومة الاحتلال عليها واجب قانوني في مكافحة كورونا في الأراضي المحتلة.
غزة تقول قطعًا: الحل ليس في عرض كورونا، الحل في صفقة يتفق عليها الطرفان برعاية مصرية. نريد أسرانا، وندعو الله أن يعافي مجتمعنا من وباء كورونا.