تسود حالة من القلق والتوتر عائلات المعتقلين السياسيين في سجون أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة، خوفًا على حياة أبنائهم في ظل جائحة كورونا.
وشنت أجهزة أمن السلطة الأيام الماضية، حملة اعتقالات واسعة تزامنًا مع ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ(33) واستهدفت نشطاء وأنصار الحركة.
ولا تزال عائلة عازم من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، تحاول الحصول على معلومات عن نجلها "قتيبة"، المعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي منذ خمسة أيام.
ولا تعرف العائلة الأوضاع الصحية والظروف التي يمر بها نجلها "قتيبة" داخل سجن الجنيد في مدينة نابلس، وتحاول الحصول على معلومات من المحامي الذي أبلغها أنه مُدِّد توقيفه (48) ساعة، وفق دعاء عازم شقيقة المعتقل السياسي.
وقالت دعاء: إن جهاز الأمن الوقائي اتصل بـ"قتيبة" يوم الأحد الماضي، وطلب منه أن يسلم نفسه إلى الجهاز في أسرع وقت لإجراء مقابلة معه، مشيرة إلى أن شقيقها غادر مكان عمله متوجهًا إلى مقر الأمن الوقائي وتم توقيفه (48).
وتلفت إلى أن اعتقال شقيقها يأتي وفق مزاعم السلطة لاتصاله وتواصله مع "جهات معادية"، مؤكدة أنه في ذكرى انطلاقة حركة حماس من كل عام يُعتقل شقيقها لمنعه من المشاركة أو الدعوة إلى فعاليات انطلاقة الحركة.
وتتخوف عائلة عازم من إصابة نجلها بفيروس كورونا داخل السجن، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة ابنها وبقية المعتقلين، داعية السلطة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتوقف عن اعتقالهم، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا بالضفة الغربية.
تدني الإجراءات
وقال شعيب زاهدة شقيق المعتقل في سجون السلطة صهيب زاهدة: إن المعتقلين السياسيين في سجون السلطة عرضة للإصابة بفيروس كورونا في أي وقت.
وأكد زاهدة لصحيفة "فلسطين" أن أمن السلطة لا يراعي الإجراءات الوقائية عند اعتقال النشطاء في الضفة الغربية، ولا يجرى الفحوصات الطبية اللازمة للمعتقلين.
وذكر أن أجهزة السلطة ترفض الإفراج عن شقيقه "صهيب" الذي اعتقل الاثنين الماضي على خلفية سياسية، مؤكدًا أن شقيقه لم يرتكب أي مخالفة تذكر.
وبين أن المحكمة في رام الله أمرت بالإفراج عن شقيقه بكفالة مالية بقيمة (500) دينار أردني، مشيرًا إلى أن التهمة التي وجهت له هي نشاطه وتحريضه على مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في اجتماع مخالف لإجراءات كورونا، نافيًا صحتها.
وصهيب زاهدة أحد النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسبق أن اعتقل بسبب نشاطه السياسي ومشاركته في اعتصام "طفح الكيل".
لا وقاية
وأكدت الناشطة الحقوقية سهى جبارة، أن سجون السلطة لا تتوفر فيها الشروط الصحية اللازمة لحماية المعتقلين من الإصابة بفيروس كورونا.
وقالت جبارة لصحيفة "فلسطين": إن السلطة لا تلتزم توفير الإجراءات الوقائية لحماية المعتقلين من الإصابة بكورونا عند اعتقالهم، أو الزج بهم في سجونها، ولا تجرى لهم الفحوصات اللازمة إلى جانب انعدام النظافة في سجونها.
وبينت جبارة أن معتقلين سياسيين أصيبوا بفيروس كورونا في أثناء اعتقالهم في سجون السلطة، وأُطلق سراحهم بعد ظهور أعراض المرض على أجسادهم، مشيرة إلى أنهم بانتظار إجراء مقابلات مجددًا مع جهاز الأمن الوقائي، وربما يتم توقيفهم عند شفائهم من المرض.
ولفتت الأسيرة المحررة من سجون السلطة إلى أن أجهزة الأمن تتعمد زج المعتقلين في زنازين سيئة الصيت والسمعة وينتشر فيها المرض في محاولة منها لانتزاع الاعترافات.
وأكدت جبارة ضرورة الحراك القانوني والإنساني والشعبي لمواجهة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية ووقفه في ظل جائحة كورونا.