فلسطين أون لاين

نورة.. آمنت بحلمها بدراسة الرياضة حتى جعلته واقعًا

...
غزة/ هدى الدلو:

لم يتقبل من حولها فكرة التحاقها باختصاص التربية الرياضية بعد حصولها على معدل 89.5% في الثانوية العامة، الذي يؤهلها لاختيار مجال آخر يمكن أن تبني عليه مستقبلها و"يتلاءم مع طبيعتها الأنثوية" (من وجهة نظرهم)، لكن نورة العبيد أخذت على عاتقها تغيير نظرتهم بالحصول على شهادة البكالوريوس مجددًا في الاختصاص الذي حلمت به منذ طفولتها، ولإرضاء ذاتها.

الشابة العبيد (29 عامًا) من مدينة دير البلح، تحمل شهادة البكالوريوس في تخصص التعليم الأساسي، وقد اختارت هذا المجال لإرضاء أهلها، وبعد أربعة أعوام من التخرج عادت إلى مقاعد الدراسة لتحقق حلمها بدراسة التربية الرياضية التي تخرجت فيها أخيرًا بمعدل 94.3% لتكون الأولى التي تحصل على هذا المعدل منذ افتتاح القسم عام 1995م.

ميولها للرياضة ليس وليد تلك المدة الزمنية، فمنذ طفولتها لديها حب لها، وشغف بممارستها، إذ مارست جميع الأنشطة والبطولات المدرسية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وكذلك الثانوية ككرة الطائرة والسلة، وتنس الطاولة، وألعاب القوى، ومع دراستها تخصصًا آخر استمرت في ممارستها، ثم تعمقت فيها بقوة بدراستها تخصصًا جامعيًّا.

تقول نورة لصحيفة "فلسطين": "الذي شجعني على دراسة اختصاص التربية الرياضية أني منذ عام 2003م لاعبة في منتخب فلسطين لألعاب القوى، وشاركت في العديد من البطولات المحلية والعربية على مستوى جمهورية مصر العربية، وحصلت على مراكز أولى ومتقدمة وميداليات ذهبية وكؤوس"، وإلى جانب ذلك هي أيضًا لاعبة في منتخب فلسطين لكرة القدم النسائية، وكذلك في منتخب جامعة الأقصى لكرة الطائرة وألعاب القوى.

وأكثر ما يزعجها أن بعضًا لديه "فكرة مغلوطة" أن من يلتحق باختصاص الرياضة يكون حاصلًا على معدل متدنٍّ في الثانوية، لكونهم لا يقتنعون فيه اختصاصًا دراسيًّا.

ولم تكتفِ نورة بالدراسة الجامعية، بل سعت للالتحاق بدورات رياضية في مجالات مختلفة، كدورة إعداد مدربات لكرة الطائرة، وأخرى في تنس الطاولة، ودورة تحكيم كرة قدم خماسي، والعديد من الدورات الأخرى.

وتتابع حديثها: "الجميل في الأمر أني لم ألقِ بالًا لتعليقات بعض من حولي، لكون الرياضة يعدها الأغلب ميولًا شبابية، وكنت أنيسة أخي والمشاركة له في مشاهدة المباريات على شاشة التلفاز، وعائلتي الرياضية هي من شجعتني على ممارستها والمشاركة في بطولات".

وترى نورة أن الرياضة لا تقتصر على الشباب، فهي أيضًا جميلة للفتيات.

وحبها للتخصص وشغفها به هما ما جعلاها تحصل على هذا المعدل، تقول: "وكثير يعتقد أن التخصص سهل يعتمد على الجري واللعب، ولكن بالعكس هناك مواد علمية وصعبة، وتحتاج إلى مثابرة واجتهاد وحضور محاضرات، فأضاف لي من الناحية النظرية والعملية، وصقل مهاراتي الرياضية والتدريب".

لاحقتها "نظرات غريبة" في البداية، ولكن عدم التفاتها لها جعلها تكمل طريقها بثقة، خاصة بفضل تشجيع عائلتها ودعمهم، مع أزمة كورونا وإغلاق النوادي الرياضية تعكف نورة على ممارسة التمارين الرياضة في بيتها لحماية عضلاتها من التيبس وللحفاظ على لياقتها البدنية.

وتطمح ألا تتوقف عند حدود شهادة البكالوريوس وإكمال دراسات عليا في المجال ذاته، ويكون لها مكانتها في المجتمع، وتشارك في بطولات عالمية.