قائمة الموقع

معاناة كورونا.. الموت ليس نهاية المطاف

2020-12-13T08:23:00+02:00
الأناضول

سيُذكر عام 2020 باعتباره واحدًا من أكثر الأعوام فتكًا بالبشرية، حيث تحولت جائحة كورونا إلى كابوس قيّد كل جوانب النشاط البشري، وأودى بحياة ما يقرب من 1.5 مليون شخص في أقل من عام.

ولم يدع الفيروس ضحاياه ليفارقوا الحياة بسلام، بل فرضت الجائحة تطبيق بروتوكولات مختلفة بشكل كبير للجنازات ومراسم الدفن.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية توجيهات عامة للوقاية من العدوى أثناء دفن ضحايا الفيروس في مارس/ آذار الماضي، ونشرت تحديثا لها في سبتمبر/ أيلول الماضي.

كما أصدرت الهيئة الصحية لكل بلد نسخة خاصة لتوجيهات وقواعد الدفن والجنازة لوفيات كورونا، مع مراعاة الثقافات والتقاليد الخاصة بها.

الولايات المتحدة:

تحتل الولايات المتحدة، المركز الأول عالميا من حيث الإصابات والوفيات، مع أكثر من 13.5 مليون إصابة وحوالي 270 ألف وفاة.

وأوصى ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ بدفن وفيات كورونا أو حرق جثثهم وفقًا لتفضيلات الأسرة، دون إلزام قانوني بذلك.

وبحسب إرشادات المركز، يمكن لعائلة المتوفي تحضير جثته لمراسم الدفن مع ارتداء المعدات الوقائية.

ويسمح لأفراد الأسرة مشاهدة الجثة في التابوت مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وفي حالة شحن الجثة، يجب نقلها عن طريق البريد الأمريكي.

المكسيك:

سجلت المكسيك أكثر من 1.1 مليون إصابة وحوالي 106 ألف وفاة بسبب فيروس كورونا.

وتسمح السلطات الصحية برؤية أفراد الأسرة لجثة المتوفى مع ارتداء معدات الحماية المطلوبة، لكنها منعت "لمسه أو تقبيله".

وبعد وفاة المصاب بالفيروس، يحتاج الطاقم الطبي لنقل الجثة في أكياس معينة، مع تجنب مراسم الجنازة.

ويسمح لأفراد الأسرة بإجراء مراسم العزاء باستخدام تابوت مغلق بحضور 20 شخصا كحد أقصي.

وبالنسبة للجثث التي لم يتم التعرف عليها، ينص البروتوكول على وجوب تسجيل الفحص الطبي للتمييز سبب الوفاة.

وحظرت الحكومة الفيدرالية حرق جثث وفيات كورونا منذ بداية تفشي الجائحة في البلاد.

كولومبيا:

شهدت كولومبيا  1.3 مليون إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 36 ألف حالة وفاة.

وأعادت السلطات فتح دور الجنائز، مع السماح بإقامة مراسم الجنازة بحضور محدود، تماشيا مع البروتوكولات التي وضعتها وزارة الصحة.

وعند وفاة المصاب بالفيروس، يجب على أفراد خدمات الجنازات، المجهزين بمعدات وقائية، إخراج الجثة من المنزل أو المرافق الصحية في أقصر وقت ممكن.

وتوضع الجثث في أكياس محكمة الغلق بدرجة سمك معينة، وبمجرد إغلاقها وإيداعها في التابوت لا ينبغي إعادة فتحها.

ويتم حرق جميع من لقوا مصرعهم بسبب الفيروس، بما في ذلك المشتبه بهم، ثم دفنهم في قبر فردي أو مدفن في المقبرة.

أوروبا:

وفقًا للإرشادات الحكومية في المملكة المتحدة، يمكن أن يحضر الجنازة ما يصل إلى 30 شخصا مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.

وتعمل السلطات على إنشاء مشارح مؤقتة جديدة في منطقة "ميدلاندز"، وزيادة سعة المشارح الحالية للتعامل مع الارتفاع الجديد في وفيات كورونا.

ومع ارتفاع الوفيات اليومية، التي بلغ أعلى معدل لها بوفاة 853 منذ أيام، يقدر الخبراء أن تصل الوفيات إلى 250 ألف حالة.

وفي ألمانيا، حدد معهد روبرت كوخ الألماني الإرشادات العامة للسلطات الصحية المحلية للتعامل مع الجثث وتنظيم الجنازات، مع اختلاف اللوائح حسب الولايات بسبب النظام الفيدرالي في البلاد.

ويوصي المعهد كل من لهم اتصال مباشر بالجثث بتطبيق تدابير وقائية وكذلك عدم تحنيطها، محذرا من أن مراسم الغسل يجب أن يتم فقط وفقًا لقواعد النظافة الصارمة.

ومنذ بداية الإغلاق الجزئي في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يُسمح بإجراء الجنازات مع تقليل عدد الأشخاص المسموح لهم بالحضور حسب مساحة المكان.

وعندما كانت إيطاليا بؤرة الجائحة في أوروبا في مارس/ آذار الماضي، أظهرت لقطات مصورة مستشفيات وشاحنات العسكرية تحمل مئات الجثث إلى المحارق.

وحظرت الحكومة الجنازات لمدة شهرين تقريبًا، وتم إغلاق توابيت الضحايا مباشرة في مشارح المستشفيات لتجنب أي خطر للعدوى، مع التخلي عن تقاليد الدفن.

وتسمح إيطاليا الآن بتنظيم الجنازات مع تحديد عدد أقصى للحضور حسب مساحة المكان والالتزام بالتدابير الصحية.

أما في إسبانيا، كانت الجنازات، مثل جميع الأنشطة الاجتماعية الأخرى تقريبًا، محدودة وسط الجائحة.

وتختلف القوانين الآن في كل منطقة، حيث يتراوح الحد الأقصى لعدد الحاضرين من 10 إلى 50 شخصًا.

وسجلت إسبانيا رسميا أكثر من 44 ألف وفاة بسبب الفيروس، وعجزت المشارح في بعض الأقاليم عن استيعاب الجثث.

إفريقيا:

أسفرت جائحة كورونا عن عرقلة العديد من التقاليد الأفريقية المتعلقة بالدفن، مثل إقامة احتفالات كبيرة لتوديع المتوفي.

وفي جنوب إفريقيا، يُسمح لـ 50 شخصًا بحضور مراسم الدفن من أقارب المتوفى فقط، على أن يدفن الجثامين مسؤولو الصحة الذين يرتدون ملابس واقية.

إيران

مع ارتفاع وفيات كورونا في إيران، وخاصة في العاصمة، يكافح العاملون في المقابر لاستيعاب جثامين الوفيات، التي تنقل مباشرة من المستشفيات إلى هناك.

ويؤدي فريق من المتطوعين طقوس الجنازة مع الالتزام الصارم بقواعد السلامة قبل دفن الموتى، ولا يسمح للعائلات بزيارة القبر سوى بعد الدفن.

السعودية:

أما في المملكة العربية السعودية، خصصت وزارة الصحة بعض المقابر لدفن وفيات كورونا، بينما تجهز المستشفيات الجثامين تحت إشراف الوزارة.

وخلال الجنازة، يتم مراعاة تدابير الوقاية مثل حضور 10 أفراد من الأسرة كحد أقصى ومراعاة التباعد الاجتماعي.

فلسطين وتونس والأردن ومصر:

في فلسطين، أسست وزارة الصحة قسمًا فرعيًا للتعامل مع وفيات كورونا في بداية الجائحة.

وتحظر التعليمات العائلات من لمس الجثمان أو تقبيله، ويغسل الجسد فريق مجهز بالمعدات الوقائية مع منع فتح التابوت بعد إغلاقه وإقامة صلاة الجنازة مع أقل عدد من الحضور.

وفي تونس، يتم السماح الآن بحضور 10 من أقارب المتوفى للجنازة، وإلغاء استخدام الجرافات لدفن الجثث، مع مراعاة "آداب التعامل" مع جثمان المتوفى.

فيما قررت وزارة الصحة الأردنية تسليم جثامين وفيات كورونا لذويهم لدفنهم ضمن بروتوكولات السلامة العامة، دون الحاجة لنقلهم إلى المركز الوطني للطب الشرعي.

وتتبع مصر إرشادات لإجراء الجنازات، لكن مواطنين اعترضوا على دفن الجثامين في مقابر محلية؛ الأمر الذي جعل الدولة تعاقب من يعرقل أو يمنع دفن الموتى بالسجن أو الغرامات.

باكستان وأفغانستان والهند وبنغلاديش:

تحافظ باكستان على بروتوكول الدفن في تابوت مغلق بما يتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية،

وحاليا مع تخفيف القيود لا توجد قيود صارمة على مراسم الجنازة رغم دعوة الحكومة لحضور عدد محدود.

وفي أفغانستان، على الرغم من تأكيد السلطات على اتباع الإرشادات العالمية في دفن الضحايا إلا أن تقارير أفادت بأن معظم العائلات تواصل دفن أبنائها الذين ماتوا في المنزل بالطريقة التقليدية، دون إبلاغ السلطات.

وفي بنغلاديش، يتم دفن ضحايا كورونا بشكل لا يختلف عن الوفيات العادية، رغم أن الحكومة تنصح بتطبيق قواعد نظافة صارمة قبل الدفن.

أما بالنسبة للبروتوكولات الهندية، تنقل الجثامين مباشرة إلى المقبرة تحت إشراف رسمي صارم بحضور عدد قليل جدًا من أفراد الأسرة، مع حظر لمس الجثمان أو تقبيله.

وتشابه بروتوكولات حرق الجثث، قواعد الدفن، مع السماح لأفراد الأسرة بأخذ الرماد لأداء الطقوس الأخيرة.

اخبار ذات صلة