فلسطين أون لاين

​زوجان يحييان فن الفسيفساء

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

احتوى معمل صغير الأركان حلما طالما رواد الزوجان المقدسيان سعيد الغزالي (61 عامًا) وزوجته سناء، بعدما قرارا أخيرًا بث الحياة بالقطع الحجرية المتناثرة هنا وهناك وتشكيلها في لوحات فنية تسر الناظرين.

"الفسيفساء" ذلك الفن الذي أسر الزوجان حبا منذ صغرهما وقبل ستة أشهر انطلقا معا في صناعة وتجهيز لوحات فسيفسائية بأدوات بسيطة، فإذا زرتهما على حين غرة تراهما منهمكين في تقطيع ورص قطع الفسيفساء بدقة لا متناهية، وتلك عادتهما اليومية.

والفسيفساء هو فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرة واستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية عن طريق تثبيتها بالملاط فوق الأسطح الناعمة وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة.

ويقول الغزالي إن إعجابه الشديد باللوحات الفسيفسائية الموجودة داخل المساجد والكنائس والمعالم الأثرية والتي كان يزورها ولدت لديه الدافعية لإعادة إحياء الفن، بدعم ومساعدة زوجته ذات الميول الفنية.

ويضيف الغزالي لمراسل "فلسطين": كان هذا الفن مزدهرا بفلسطين خلال العقود الماضية، ولكن تراجع بشكل حاد والسبب بذلك أن تجهيز لوحات الفسيفساء يتطلب صفاء ذهنيا وموارد وإمكانات اقتصادية داعمة، وهذا ما تفتقده الأراضي الفلسطيني.

وتبدأ مراحل تجهيز لوحة فسيفسائية باختيار الفكرة المراد رسمها، ثم تطبق على الورقة وبعد ذلك تطبع على قطعة قماشية، نظرا لأن الأخيرة أكثر تماسكا من الورق الذي قد يتلف أثناء فترة العمل والتي ربما تستمر أياما متتالية.

وبعد ذلك تضع القماشة داخل إطار حديدي يعمل على شدها من جميع الأطراف، ثم تصف عليها قطع الفسيفساء الصغيرة بواسطة ملاقط وأدوات دقيقة، وبعد الانتهاء من عملية الرص تسكب مادة لاصقة تثبت معالم اللوحة وفق الشكل الذي رسم على القماش.

ويزيد الزوج موضحا: "تترك اللوحة بعد ذلك لبضع أيام حتى تجف وتثبت الأحجار كافة جيدا، ثم ينزع من حولها الإطار وتزال أيضا قطعة القماش وأخيرا تأتي مرحلة التنظيف وتلميع السطح بالماء والفرشاة، مع إزالة بواقي المادة اللاصقة التي يصنعها الزوجان".

وأنتج سعيد وزوجته ما يزيد على مئة عمل ولوحة الفسيفساء خلال الستة أشهر الأخيرة، وقد تنوعت المضامين ما بين مناظر طبيعية أو أشكال هندسية أو زخارف دينية.