كلما انضم نظام جديد لنادي التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تُطرح الأسئلة نفسها، وكذلك التوقعات من دخول دول عربية جديدة إلى وحل التطبيع، كما هي الحال مع المغرب الذي أعلن انضمامه إلى مجموعة الأنظمة الساقطة التي تحالفت مع الاحتلال الإسرائيلي.
النظام المغربي لا يختلف كثيرًا عن الأنظمة: السوداني، والإماراتي، والبحريني، في مصادرة وتغييب الشعوب عن المشاركة في الحكم، والاستفراد بالقرارات، وإن التحرك المغربي وغيره من تلك الأنظمة يخضع لمصالح تلك الأنظمة فقط.
المغرب الذي يخضع للسياسة الأمريكية في المنطقة لا يستطيع أن يرفض الطلب الأمريكي بالانضمام إلى نادي المطبعين العرب، والسقوط في الوحل، والاستجابة للضغوط الأمريكية، وتعزيز العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدوره يضر بالقضية الفلسطينية مباشرة ويعزلها عن وسطها العربي، حتى وإن كان في الإطار العام، لكن يبقى ورقةً للاحتلال الإسرائيلي يستخدمها في وجه الشعب الفلسطيني، لإظهاره معزولًا عن المحيط العربي، وهو ما يقوله نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال باستمرار بأن الفلسطينيين وحدهم الذين يمارسون العنف، وفق تعبيره.
لكن في الحقيقة مهما طبَّع المطبِّعون، ومهما لهثت تلك الأنظمة خلف سراب التطبيع فإن ذلك لن يُغيِّر من حقيقة الأمر شيئًا، فالاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمن جرائمه، لأنه محاصر بوجوده، ويشعر بالخوف والقلق الدائمين في الواقع، بسبب المقاومة التي تعزز من قدراتها العسكرية، وتمثل حالة تراجع له، وكذلك المقاومة في الضفة الغربية، وفي شمال فلسطين، وإن هذا التطبيع لن يوفر له الأمن.
ستفقد تلك الأنظمة البقرة الحلوب التي واصلت لعشرات السنوات الاعتماد عليها من الدعم الشكلي للقضية الفلسطينية، في حين هي تسقط الآن في وحل التطبيع الذي لن يجلب لها سوى النبذ والعزلة من شعوبها، ومن الأحرار في العالم، بعد أن تحولت تلك الأنظمة إلى مجرد جَوارٍ وصبيان يعملون لدى الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، كما شاهدناهم في زيارات واستقبال الوفود المطبعة للاحتلال، وسينبذهم الشعب الفلسطيني كما شاهدناهم في القدس، وستلاحقهم نظرة الاستحقار دائما، فما نالوا شرف الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا شعوبهم، وسيواصلون السقوط.