فلسطين أون لاين

كيف أعالج التبول غير الإرادي لطفلي بنفسي؟

...
زينب أبو سفاقة- اختصاصية علم نفس

يعرف التبول غير الإرادي لدى الأطفال على أنه عدم قدرة الطفل على السيطرة على نزول البول، وعادة ما يحصل ذلك في أثناء الليل؛ لذلك سمي التبول الليلي.

يقسم التبول غير الإرادي إلى قسمين: جسدي ونفسي؛ فالجسدي يظهر لدى الأطفال الذين لم يسبق لهم القدرة على السيطرة على تبولهم، ويكون نتيجة خلل في الجهاز البولي، ويستلزم علاجه زيارة طبيب المسالك البولية لتحديد أسباب المشكلة وإيجاد الحل المناسب، الذي قد يصل أحيانًا إلى ضرورة إجراء عملية جراحية.

أما التبول النفسي فيظهر لدى أطفال ناضجين تخطوا مرحلة التبول الليلي، ولكنهم عادوا للتبول مرة أخرى، وغالبًا ما يكون ذلك بعد ولادة طفل جديد في العائلة، ما يدفع الطفل للشعور بالتوتر والغيرة، أو قد تظهر هذه المشكلة أيضًا لدى الأطفال الذين يعيشون تحت خلافات الأبوين المستمرة، ما يشعر الطفل بالخوف والتوتر والضغط النفسي، فينعكس ذلك على شكل التبول في أثناء النوم.

يبدأ علاج التبول غير الإرادي الناتج عن أسباب نفسية بالامتناع عن تأنيب الطفل ولومه وتهويل الأمر، وعدم الاستهزاء به أو إطلاق الألقاب والنعوت عليه، بل إن الأجدر هو التخفيف من وقع المشكلة في نفس الطفل، وإشعاره بقدرته على حلها بذاته، ولا بد أيضًا من تنظيم مواعيد ذهاب الطفل إلى المرحاض، وتقليل كمية السوائل التي يشربها قبل ميعاد النوم بساعتين على الأقل.

يكمن علاج التبول غير الإرادي باتباع عدة أساليب، منها لوحة النجوم، التي تقوم على مبدأ الثواب والعقاب، إذ تعلق لوحة تحوي أيام الأسبوع في غرفة الطفل، فيحصل على نجمة في اليوم الذي يستيقظ فيه جافًّا، ويحرم الحصول على النجمات في اليوم الذي يبلل فيه نفسه، لا يقتصر الأمر على استخدام النجوم بل يمكن استعمال أي شيء قد يعده الطفل جائزة له، ويكون استخدام اللوحة لتعزيز ثقته في قدرته على تخطي التبول الليلي بملاحظته الأيام التي أفاق فيها جافًّا.

ومن أكثر الأساليب فعالية استخدام مستشعرات البلل، وهي أجهزة صغيرة توضع على فراش الطفل أو ملابسه وتستشعر أولى قطرات البول عليها، فينطلق صوت مرتفع يوقظ الطفل للذهاب إلى المرحاض، تعتمد هذه الطريقة مبدأ الإشراط الكلاسيكي، والكف المتبادل، إذ إن المطلوب من الطفل كف النوم والتبول بالاستيقاظ والذهاب إلى المرحاض، فيربط سلوكي النوم والتبول معًا ومنعهما عند رنين الجرس، فيفيق الطفل ويذهب إلى الحمام.

ومع إعادة العملية عددًا من المرات، يبدأ اعتياد الاستيقاظ كلما أحس بللًا في ملابسه، وتبنى هذه الطريقة على التكرار، فربما لن تلحظ النتائج إلا بعد مضي شهر على أفضل تقدير، قد يعود الطفل إلى تبليل سريره بعد انتهاء المشكلة بمدة، ولكن ستكون معاودة استخدام مستشعرات البلل بضع مرات كافية لحل المشكلة.

وخلاصة القول إن الطفل الذي يبلل سريره ليس شخصًا سيئًا يستحق العقاب والسخرية، بل هو مجرد طفل يحتاج للرعاية والتفهم والمساندة من الأبوين ليكون قادرًا على التخلص من المشكلة وتجنب الإحراج بين أقرانه.