فلسطين أون لاين

​عائلات الأسرى المضربين تعيش حالة "فقدان شهية"

...
قلقيلية - مصطفى صبري

غصةٌ جديدة تتجرعها عائلات الأسرى المضربين عن الطعام منذ السابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، فقد بات أسوأ سؤالٍ يمكن أن يُوجه لهم يتعلق بالطعام أو الوجبة التي ستتناولها الأسرة، فحين يخوض الأسرى معركة الإضرابِ عن الطعام؛ ويتنكر الاحتلال لمطالبهم الإنسانية العادلة لا يبقى هناك شهيةٌ لأي شيء؛ وفقًا لإجماعهم.

شقيقة الأسير المريض عثمان يونس من قرية سنيريا جنوب قلقيلية تقول لـ"فلسطين": "لم يعد أحدٌ من العائلة يتساءل عن الطعام أو الطبخة اليومية، حتى أن السؤال عنه يؤذي مشاعرنا كعائلة، إلى درجة أن النار لا توقد في بيتنا منذ إضراب الأسرى في سجون الاحتلال".

وأضافت: "أمي التي بلغت من الكبر عتياً أعلنت الإضراب عن الطعام؛ ولا تتناول إلا القليل من الحليب وبعد إلحاحٍ كبير".

وبالانتقال إلى عائلة صاحب أعلى حكمٍ في قلقيلية وهو الأسير رائد حوتري، المحكوم بـ23 مؤبدا أمضى منها 14 عاما.

تقول أسماء حوتري لـ" فلسطين": "كلما تذكرت إضرابهم انتابني شعور بالمرارة؛ أخشى أن يحدث له مكروه؛ فالعمر به تقدّم ووضعه الصحي لم يعد على ما يرام، بعد أن كنا ننتظر الإفراج عن رائد؛ إذ بالأمور تزدد سوءًا وتتجه نحو خوض إضراب من أجل تحسين وضعهم الإنساني".

وعن أثر إضراب الأسرى عليهم كأسرة؛ تؤكد أنه يزيد من عذاباتهم، موضحة: "لم يعد الطعام يعني لنا شيئاً، لأن إضراب الأسرى قلبَ حياتنا رأساً على عقب، وكل تفكيرنا ينصب على آخر مستجداته والأخبار القادمة من داخل السجون، نأمل أن ينتهي وقد تحققت مطالبهم".

أما عائلة الأسير عمار الشوبكي المحكوم بالسجن المؤبد؛ فقد أكدت لـ"فلسطين" أن إضراب الأسرى جعلهم يعيشون حالة إضرابٍ عن كل مظاهر الحياة؛ ومن ضمنها ما يتعلق بالأطعمة بمختلف أشكالها.

يقول والد الأسير الشوبكي: "نعيش حالة طوارئ بمعنى الكلمة، وكلمة "طعام" أصبحت مقيتة، طالما أن أبناءنا يعايشون الحرمان، فكيف يطيب لنا أن نتنعم بنعمة الأكل وأسرانا يحرمون من حقوقهم؛ لقد شُطبت بعض الأساسيات من حياتنا إلى أن يُعلن انتصارهم في معركة الأمعاء الخاوية".

أما سهام حطاب والدة الأسير إياد عناية، فتزور خيمة التضامن يومياً، وتصطحب حفيدتها ملاك التي تصر على الحضور حتى توثق المعاناة، فتوكد أن "الطعام لم يعد من اهتماماتي، بل إن الكل صار مُستفزاً من سؤال: "شو طابخين اليوم؟"؛ أي بمعنى آخر الإضراب عطَّل مشاريع حياتنا ومن ضمنها الوجبات الأساسية".

وظهرت الطفلة ملاك في مشهدٍ تلفزيوني قالت فيه: "أنا لم أشاهد أبي إلا من خلف القضبان وألواح الزجاج؛ ولم أسمع صوته مباشرةً، كان يحاول عبثاً عناقي؛ وتحدثت إلى الطالبات والمعلمة في المدرسة عن هذه المشاعر القاسية، وكتبت خواطر نالت إعجاب الجميع؛ أعرف أن أبي ورفاقه أقوياء وسينجحون".