فلسطين أون لاين

​يكشف عن حركة مؤسسات متماسكة

تداول "القيادة بحماس" يؤهلها لقيادة المشروع الوطني

...
غزة - يحيى اليعقوبي

تقدم حركة حماس مرة أخرى، وفق محللين، نموذجا فلسطينيا إيجابيا، في التداول القيادي بين أركانها، ما يجعلها مؤهلة لقيادة المشروع الوطني، ويكشف عن تماسك مؤسساتي وتنظيمي.

ويرى المحللون أن انعقاد انتخابات "حماس" بشكل دوري يعني أن رؤية حماس للعمل السياسي غير مبنية على الإقصاء كما تُشيع تنظيمات فلسطينية هي نفسها تعيش أزمات داخل المستوى القيادي والقاعدي.

نظام داخلي

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، عد إعلان رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل تسليم قيادة الحركة لإسماعيل هنية "تعبيرا عن التزامٍ بنتائج الانتخابات واحترامها، وجديدا وإيجابيا على المستوى الفصائلي".

وأوضح أن انتخابات حماس تسير عبر قنوات نظامية داخلية "تضبط الحالة الانتخابية وحالة انتقال المسؤولية، تحترمه قواعد وكوادر الحركة ولا أحد منهم يستطيع الخروج عنه".

وأشار المدهون، إلى أن انتظام العملية الانتخابية داخل حماس يؤكد أنها "حركة مؤسسات شورية وتنفيذية وعسكرية وأمنية، مما يدعم حالة الاستقرار وتقوية الصف".

وبين المدهون، أن المسلك التربوي والخلفية المنهجية التي لدى حماس تؤثر في التداول السلس للمستويات القيادية "وهذا ما يجعل من الصعب، الدخول في مناكفات تنظيمية بعيدة عن إجماع صندوق الانتخابات".

وعد أن حماس "أكثر التنظيمات الفلسطينية تماسكا، باستراتيجية واضحة".

وتجري حماس انتخابات دورية على مستوى أطرها التنفيذية والقيادية كل أربعة أعوام.

واستحدثت الحركة مكتبها السياسي وهو أعلى مؤسسة تنظيمية في "حماس" مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد الضربات المتتالية التي تلقتها الحركة منذ تأسيسها في 14 ديسمبر / كانون الأول من عام 1987 حيث كان مقر المكتب في العاصمة الأردنية عمان.

حيوية واستمرار

بدوره، يؤكد المحلل السياسي حمزة أبو شنب، أن حماس من الفصائل الفلسطينية القليلة التي اعتمدت على إجراء انتخابات داخلية دائمة لها "مما يعطيها الحيوية والاستمرار".

وقال إنه ومنذ نشأة "حماس" على يد مؤسسها الشهيد أحمد ياسين، جرى تداول المسؤولية القيادية "بشكل مرن".

وأبو مرزوق أول رئيس للمكتب حماس السياسي بعد اعتقال الشيخ أحمد ياسين، وتولى المكتب منذ عام 1992، إلى أن اعتقلته السلطات الأمريكية في مطار نيويورك في تموز/ يوليو من عام 1996 حيث تولى مشعل رئيس المكتب خلفًا له.

واعتبر أبو شنب، محافظة حماس على الانتخابات داخل أطرها "دليل حيوية لدى الحركة"، منوها إلى الحركة حافظت على إجراء الانتخابات حتى في الظروف الصعبة والملاحقات الأمنية.

وعن التماسك التنظيمي في حماس، رأى أن الانتخابات تعطي حماس استمرارية في توحيد المواقف، وتبقي الاختلافات داخل الأطر الداخلية وليس خارجها، مما يحافظ على تماسكها التنظيمي.

كما رأى أن الجمهور عند حدوث التغيير يريد أن يكون هناك انعكاسات إيجابية لعملية التغيير"، مشيرا إلى أن هناك العديد من الملفات التي كانت عالقة تنتظر انتهاء العملية الانتخابية، كترتيب العلاقة مع مصر، والأصدقاء وحلفاء حماس.

وظلت الأردن محتضنة مكتب حماس السياسي إلى أن أصدرت المملكة مذكرة باعتقال مشعل وثلاثة من قيادات الحركة (إبراهيم غوشة، وعزت الرشق، وسامي خاطر)، وصدر قرار بإغلاق المكتب وإبعاد قادة الحركة في آب / أغسطس 1999.

واستقرت رئاسة المكتب بعد ذلك في العاصمة السورية دمشق إلى أن اندلعت الثورة السورية عام 2011 حيث غادر أعضاء المكتب السياسي لـ"حماس" سوريا تباعًا ليستقروا في العاصمة القطرية الدوحة.