فلسطين أون لاين

تيماء "تفكر خارج الصندوق" بلوحات تدمج الرسم في النحت

...
غزة/ هدى الدلو:

لوحات حملت في طياتها تفاصيل بارزة، فلم تقتصر على خطوط وألوان، بل تميزت من غيرها من الفنانين باتباعها لونًا جديدًا في تجسيد فكرتها بلوحات مجسمة، بدمجها الرسم في النحت لتضرب عصفورين بحجر حيث الخروج عن النمطية والتقليدية، وليعي رسالة لوحاتها جميع فئات المجتمع، ومنهم المكفوفون.

الشابة العشرينية تيماء سلامة من سكان مدينة غزة، عرفت ذاتها بأنها فتاة تبحث عن كل ما هو جديد ومميز بطريقة تعبر عنها، وعن البيئة الصغيرة المحيطة بها.

لم تتذكر أن هناك وقتًا معينًا اكتشفت فيه موهبتها بالرسم، فمنذ أن وعيت على هذه الدنيا هي ترسم، وعن ذلك تقول لصحيفة فلسطين: "أعشق الرسم في كل حالاتي، وكان الاهتمام الأول من عائلتي التي اكتشفت الموهبة وعملت على تنميتها".

وبعد أن بدأت تعي اللوحة والقلم والموهبة التي آمنت بها عملت على تطويرها بالتجربة المستمرة، حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية بالتحاقها بكلية الفنون الجميلة.

"فلكل حكاية بداية، وأنا حكايتي مع الفن لعلها بدأت مبكرًا، حيث شغفي بالفن منذ نعومة أظافري، ما دفعني للالتحاق بالكلية هو الإحساس الداخلي من الصور والأحداث، فعقلي لا يأبه بالحروف والكلمات، وفي كل مرة ومع كل لوحة أكتشف قدراتي في الفن".

وتضيف تيماء: "عملت عبر اللوحات المُجسمة تجسيد عدة مواضيع كالمشهد الفلسطيني من عدة جوانب، منها التراثي بإبراز ملامحه كالثوب المطرز والسروال والفنون الشعبية الفلسطينية كالدبكة، وتصوير العلاقات الأسرية".

كما احتوت بعض الرموز النباتية والحيوانية والزخرفية، ثم موضوع الصياد والبحر حيث عرض عدد من المشاهد التي تصور بيئة الصياد وحياته التي تعتريها المعاناة من أجل لقمة العيش، ومن طريقه تعكس الحالة الغزية.

وتنطلق تيماء بعد اختمار الفكرة لعمل "إسكتشات" ثم نحت الشخصيات، يليها التلوين وإضافة خامات مساعدة للعمل وتجميع العمل وتثبيته بشكل متين، ثم رشه بطبقة حافظة لتنتج لوحات بأسلوب جديد، ليكون الناتج عبارة عن لوحات فنية بصيغة معاصرة وبطابع فلسطيني.

وتشير إلى أن خامة النحت يتفاعل معها المشاهد، إلى جانب وجود تفاصيل وزخارف تخلق إيقاعًا حركيًّا وبصريًّا.

وعن فكرة حب إيصال لوحاتها لجميع أفراد المجتمع، تتابع تيماء: "جاءت الفكرة من كيفية إمكاني أن أصل لكل فئات المجتمع دون استثناء، ومنهم المكفوفون إذ يستطيع المكفوف لمس اللوحة، فالنحت يوفر فرصة للتعرف إلى تفاصيل وملامح العناصر".

وتذكر أنها رصدت في بعض المعارض التي أقامتها تفاعل بعض المكفوفين من زوار المعرض، فن الأمل مع اللوحات، ما جعلها جديًّا تبني فكرة تصميم قصص عالمية للأطفال بالنحت من أجل إتاحة فرصة أكبر للتفاعل مع هذه الشخصيات.

وعند سؤالها: "بماذا تختلف تيماء عن الآخرين؟" تجيب: "إذا أردت الحقيقة تختلف تيماء بطريقتها في النظر إلى الأشياء، وهذا ما ينتج عنه تميز لوحاتها، كما أنها تهتم بفئة من المجتمع مهمشة تجاه الفن".

بطبيعة الحال ترى وجودها في بيئة غزية فلسطينية سيجعلها حتمًا تواجه صعوبات نتيجة الحصار المستمر، وما ينتج عنه من عدم إدخال المواد الفنية اللازمة منذ سنوات، وصعوبة مشاركة لوحاتها خارج القطاع في المعارض، فتبحث دومًا عن البدائل، ولذلك استعملت الطينة الهوائية بدلًا من الصلصال، إضافة إلى أنها حرمت المشاركة بالخارج في معارض فنية أو عندما تستطيع المشاركة لا تستطيع الخروج والسفر للمعرض.

وقد شاركت في رسم العديد من الجداريات، ومعارض مختلفة، وتصميم أغلفة الكتب، متمنية أن تحقق أحلامها التي تكبر يومًا بعد الآخر.