فلسطين أون لاين

الشعبية تحذر من استمرار رهان "القيادة المتنفذة" على التسوية

...

حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء اليوم، من استمرار من وصفتها بـ"القيادة المتنفذة" في منظمة التحرير الفلسطينية على مشروع التسوية الأمريكي الصهيوني، ومفاوضاته الكارثية، مشددة على أنه ألحق الضرر بوحدة ونضال شعبنا الفلسطيني.

وقالت الجبهة في بيان أصدرته في الذكرى الـ ٣٣ للانتفاضة الشعبية في الأرض المحتلة إن "انتفاضة الحجارة مثلت رداً شعبياً على محاولة العدو وحلفائه من قوى الاستعمار ونظم الرجعية العربية تصفية الثورة الفلسطينية".

وأكدت أن انتفاضة الحجارة الملهمة شكلت نموذجًا ومثالًا يحتذى في قدرة شعبنا الفلسطيني على اجتراح طرق المواجهة وإبداع أدوات ووسائل النضال وفق طبيعة كل مرحلة واستحقاقاتها.

كما مثلت هذه الانتفاضة- وفق البيان- رد الشعب الفلسطيني على محاولة العدو وحلفائه من قوى الاستعمار ونظم الرجعية العربية تصفية الثورة الفلسطينية بدءًا بوجودها المباشر على حدود فلسطين التاريخية في لبنان على وجه الخصوص، وصولًا إلى سياسات الملاحقة والتضييق والقمع والخنق المادية وغير المادية التي مورست ضد قوى الثورة في دول الطوق العربي وغيرها عمومًا.

ونبهت إلى أن الاستثمار المُتسرع للانتفاضة من قبل القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية في مشروع التسوية الأمريكي الصهيوني الذي تجسد في مسار مدريد - أوسلو "الانهزامي التفريطي" بكل ما تعنيه الكلمة؛ مثل أكبر عملية تقويض إجهاض لمسارها وشعارها الناظم آنذاك الحرية والاستقلال.

وأردفت "وعليه فإننا نحذر من خطورة استمرار الرهان على ذات المشروع ومفاوضاته الكارثية الذي ألحق أفدح الضرر بوحدة ونضال شعبنا، وكرس الانقسام الأفقي والعمودي المستمر، رغم كل المخاطر والتحديات والمخططات التصفوية التي تواجه شعبنا وحقوقه".

وجددت الشعبية ندائها الوطني لرفض الدعوات الاستسلامية للعودة لمسار المفاوضات والتنسيق الأمني وقبول ما أنتجه التطبيع العربي، في سياق تنفيذ صفقة القرن وأهدافها التصفوية.

وشددت على أنه "ليس أمام شعبنا إلا مواصلة وتصعيد الكفاح والنضال الوطني، ضد هذا العدو ومشاريعه ومخططاته وكل ما يمثله".

وأكدت الجبهة أن الهجمة الحالية من قبل المنظومة الاستعمارية والإمبريالية، ورأس حربتها المشروع الصهيوني وذيولها من نظم الرجعية والخيانة العربية لتصفية القضية الفلسطينية ما هي إلا امتداد للموقف المعادي لحقوق الشعوب العربية كافة ومنها الشعب الفلسطيني، والساعي للهيمنة على مقدراتها وثرواتها ومصائرها، والتي تحتاج لوحدة شعوبنا وأحزابها وقواها الوطنية والقومية لرد وإفشال هذه الهجمة من خلال مواجهة ومقاومة شاملة؛ تُستثمر فيها كل الأدوات والوسائل الشعبية العنيفة منها والسلمية.

وذكرت أنه هنا يحضر ضرورة استلهام تجربة الانتفاضات والثورات المجيدة، وتذكير هذا العالم بتلك المآثر الخالدة التي سجلت في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني؛ منذ شروعه في تمدده السرطاني على أرض فلسطين.

وعبرت الجبهة عن قناعتها العميقة بأن وحدة وتلاحم شعبنا وقواه الوطنية في انتفاضة الحجارة، وفي كل محطة نضالية خاضها ببسالة شكلت ركيزة أساسية في مواجهة العدو.

ودعت لضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للمقاومة الشعبية، وكل أشكال النضال ووسائل الكفاح الوطني التي هي طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه الوطني من البحر إلى النهر.