فلسطين أون لاين

​بسببه حُرِمت من لقاء أبنائها

المنع الأمني يقتل حلم عائلة "أبو صلاح"

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

ينعقد لسان الحاج أسعد أبو صلاح عاجزا عن الإجابة كلما بادره حفيده الصغير "أسعد" بالسؤال عن موعد زيارة أبيه "فهمي" في السجن، حيث يعتقله الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة العقد.

وفوق كربة الاعتقال تمنع مصلحة السجون الإسرائيلية منذ عشر أشهر متواصلة أي فرد من عائلة أبو صلاح من زيارة ابنيها الأسيرين "فهمي" المحكوم بـ 22 عاما و"صلاح" الذي حكم بـ 15 عاما.

يقول أبو صلاح لفلسطين: "إن الكلمات تعجز عن وصف لحظة قدوم أطفال ابني فهمي للسؤال بكل عفوية وبراءة عن سبب منعهما من رؤية والدهما، فالكبيرة منى (عشرة أعوام) لم تر والدها سواء ثلاث مرات منذ اعتقاله أما الصغير أسعد (4 أعوام) فشاهد أباه مرتين فقط".

وعن سبب المنع من الزيارة، يضيف بعد تنهيدة خاطئة: "قرار المنع صادر من أجهزة أمن الاحتلال، فأنا ممنوع منذ الإفراج عني في صفقة وفاء الأحرار، أما زوجتي وأطفال فهمي وخطيبة صلاح فالمنع قائم من منتصف العام الماضي 2016 وذلك لحجج واهية".

وعندما تتلقى عائلة أبو صلاح إشعارا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يفيد بوجود زيارة مجدولة لفهمي وصلاح، تعيش في أجواء مليئة بالحنين ولوعة الاشتياق، ولكن حلم اللقاء سرعان ما يتبدد وينقلب إلى خيبة أمل عندما تبلغ العائلة قبل الموعد بسويعات باستمرار الرفض الأمني.

ويعلق الحاج أسعد على ذلك بالقول: "الزيارة لها معانٍ كثيرة تتجاوز قيود السجن والجدران العازلة داخل غرفة المقابلة، فتلك الدقائق المعدودة تخفف بعض الشيء عن أمهات الأسرى وكذلك تقرب الأطفال بذويهم أكثر وأكثر رغم سنوات البعد الطويل".

ويرى أبو صلاح أن الاحتلال الإسرائيلي يلجأ إلى منع أهالي الأسرى من زيارة ذويهم، كإحدى وسائل التعذيب النفسي والعقاب لعائلة الأسير، مطالبا كل الجهات المختصة بالتدخل لإنهاء معاناتهم الإنسانية التي تتفاقم يوما بعد الآخر.

وكانت قوة إسرائيلية خاصة قد اعتقلت الحاج أسعد أبو صلاح وأخاه وأولاده الاثنين وابن أخيه منتصف شهر مارس/آذار عام 2008 من منزلهم بمدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.

يذكر أن عائلة أبو صلاح بقيت محرومة من زيارة أبنائها داخل الأسر حالهم كحال جميع الأسرى الغزيين حتى سُمِح لهم بذلك في عام 2013م.