أنا معلم جديد، أدَرِّس رياضيات لصفوف سابع وحتى عاشر، سوء أدب أغلب الطلاب، واستهتارهم بالدراسة، وجدية وزخامة المادة التي أدرِّسها، يدفعني إلى الصراخ عليهم باستمرار، واستعمال العنف لضبط الصف، حتى يتسنى لي شرح المادة بهدوء ليفهمها الطلاب ويستفيدوا منها.. رغم انتقاد مدير المدرسة لي على ذلك.
ولكن كيف لي أن أحقق هدفي بغير عنف في ظل هذا الوضع المتردي للطلبة، وانعدام الدافعية لديهم؟ ساعدوني جزاكم الله خيراً.
تجيب عن السؤال الدكتورة زهرة خدرج "كاتبة في العلوم الإنسانية":
ليس الصراخ والعنف هو الحل الأمثل للمشكلات التربوية، لا بد من الحزم، والحزم لا يعني العنف.
تبدأ العلاقة السليمة بين المعلم وطلبته من بداية العام الدراسي عندما يبادر لتعريفهم بنفسه ومؤهلاته وأسلوبه في العمل ويتعرف إليهم، ويضع أمامهم على اللوائح القواعد والقوانين التي يجب أن يلتزموا بها (طلبة ومعلم) ليسير الفصل الدراسي بشكل سلس ويحقق المعلم والطلاب أهدافهم خلاله.
ولا بُد من كتابة الأهداف المتوخاة من دراسة المادة الدراسية، وما هي الفائدة التي تعود عليهم من دراستها (فمعظم الطلبة-حتى الجامعيين منهم- في بلادنا لا يرون أهمية تُذكر لدراسة الكثير من المواد، فقط هي شيء مفروض عليهم ليحصلوا على العلامة المطلوبة أو الشهادة).
كما أنه لا بُد وأن يوضح العقوبات التي سيتَّبعها على المخالفات، والتي منها: الوقوف أمام الطلبة خلال الحصة، فرض واجبات أكثر على الطالب المخالف، حرمانه من النشاطات اللامنهجية... وغيرها.
استعمال المعلم للحوافز المادية والمعنوية للطلبة، لتشجيعهم على الإنجاز والتقدم. وفي أحيان كثيرة يكون للإطراء على الطالب أمام زملاءه مفعول كبير يؤثر في تقدمه وتفوقه.
في حال قام الطالب بمخالفة ما لا ضرورة للصراخ والزمجرة، على المعلم أن يقف وقفه حازمة بثقة وقوة، يوجه نظره للطالب أو الطلبة المخالفين بصمت تام.. سيعلم الجميع حينها أن أمراً ما قد حدث، وسيتوقفون عما يفعلون.. ثم يقوم المعلم بانتقاد الطلبة وتوجيههم وعقابهم ان استلزم الأمر.
نصيحة أخيرة: يحترم الطلاب المعلم القوي الواثق من نفسه، القادر على تنفيذ وعوده، أكثر من المعلم كثير الصراخ والضرب.
نتمنى لك التوفيق.