لا يبدو أن هناك موقفا جديدا متبلورا للحل كان على طاولة الطرفين. التقى ترامب عباس في البيت الأبيض. اللقاء كان فرصة للطرفين للحديث في التسوية والحل. الطرف الفلسطيني كان متحمسا للقاء. الرئيس ترامب امتدح عباس ولكنه لم يعطه شيئًا محددًا كما تقول مصادر عبرية.
وحسب محللين في موقع (واللا) العبري فإنه يتضح من أقوال المسؤولين الفلسطينيين أن ترامب حاول إعطاء أبو مازن شعوراً إيجابياً جداً، فقد أغدق على الرئيس الفلسطيني بكلمات لطيفة وجميلة وجمعه بـ”جراد كوشنير”.
وقال آفي يسخاروف إنه علم من مسؤول فلسطيني أن “كوشنير سمع الموقف الفلسطيني بخصوص حل الدولتين والحاجة لتدخل أمريكي، وأيضًا فيما يتعلق بالمبادرة العربية فقد أظهر -كوشنير- اهتمامه الكبير بها“
ولكن الطرف الإسرائيلي يرفض المبادرة العربية، ويرفض نتنياهو حل الدولتين كما يفهمه محمود عباس.
ومن ثم لا يمكن التكهن بما عرضه ترامب على عباس في اللقاء، فكلاهما لم يفصح عما دار بينهما، ولكن ترامب في كلمته في المؤتمر الصحفي تجنب الحديث عن حل الدولتين، وامتدح التنسيق الأمني بين الطرفين، وظل عباس وترامب يتحدثان في الإطار العام للتسوية ، دون بيان محدد لمكوناتها، ومحدداتها.
عباس خرج من اللقاء يمتدح الرئيس ترامب، ويمتدح اللقاء، ولست أدري هل هذا المديح من باب العلاقات العامة والدبلوماسية، أم أنه حقيقة، أم أن الطرف الفلسطيني قدم تنازلات جديدة بحسب طلب الإدارة الأميركية؟!. ترامب طلب من عباس وقف صرف مخصصات الجرحى والأسرى والشهداء، تحت تهديد وقف المساعدات المالية الأميركية للسلطة؟! لم يجِب عباس نتنياهو وترامب على هذا الطلب، ولكن هناك شك كبير في قدرته على الصمود والتحدي، لأن أميركا تهدد بوقف مساعداتها، ولأن نتنياهو يعد هذه المخصصات هي بمثابة رعاية (للإرهاب؟!)
ويضيف المحلل الإسرائيلي آفي يسخاروف أنه ظاهريا وللوهلة الأولى، من شأن الحكومة الإسرائيلية أن تشعر بالقلق في ضوء التقارب والدفء بين الزعيمين، لكن يبدو في المرحلة الراهنة أن الرئيس ترامب لم يعط أبو مازن شيئاً ليلوح به مفاخراً، بل أكثر من ذلك فإن مسؤولين فلسطينيين حضروا اللقاء في البيت الأبيض سارعوا بخفض الحماسة وتقليل التوقعات.
وحين التقى عباس صحيفة الأيام الفلسطينية بعد لقائه ترامب لم يكشف عن جوهر ما دار بين الطرفين من حوار، وظل عباس يتحدث في الإطار العام والوساطة الأميركية، ويمتدح الرئيس ترامب، دون بيان محدد لما قدمه الرجل من أجل التسوية والحل.
خلاصة الأمر، يقول آفي يسخاروف: من الصعب رؤية ضوء في آخر النفق، فالرئيس الأمريكي أكثر حذرا من سابقه في كل ما يتعلق بالحل السلمي بين الشعوب لدرجة أنه لم يتفوه خلال خطابه بكلمة “الدولتين” وأنه حتى اللحظة لا توجد لديه استراتيجية واضحة.