علي أبو عليا طفل فلسطين من بلدة المغير الفلسطينية يبلغ من العمر ثلاثة عشر ربيعًا. قوات الاحتلال الغاشم قضت عليه وهدمت حياته برصاصات غادرة دون أدنى مبرر، وكأن قتل الطفل الفلسطينية هواية، أو لعب في دمية من البلاستيك؟!
لا توجد دولة في العالم تقتل الأطفال باستهتار واستهزاء خارج الحروب والقتال على هذا النحو المشين غير دولة المستوطنين والاحتلال الصهيوني. نعم يوجد في العالم قتل للمقاتلين ولكنه لا يوجد قتل غاشم لأطفال لا يشكلون خطرا. الدولة الوحيدة في العالم الذي يقتل جيشها ومستوطنوها الأطفال هي دولة (إسرائيل) التي تقدم نفسها للخليج العربي والعالم على أنها واحة الحضارة والأمن وحماية حقوق الإنسان.
مَن قتل أبو علياء؟! ومَن أحرق أبو خضير فتى شعفاط حيًّا؟! ومَن قتل عائلة هدى غالية؟! والعد والإحصاء يصعب الوقوف عليه، لا سيما إذا بدأنا العدّ من مذبحة دير ياسين وما تلاها، ومجزرة مدرسة بحر البقر وما تلاها من مجاز وعمليات اغتيال طالت أسرًا بكاملها، وكلنا يستذكر قتل عائلة الشيخ نزار ريان المكونة من عشرين فردًا في أعمار مختلفة وهم آمنون في بيتهم؟!
دولة الاحتلال ليست دولة عدل، ولا هي دولة تستحق البقاء. هي دولة قامت على الغصب والقتل وعلى الاحتلال، وهي حين تقتل طفلًا فلسطينيًّا لا تقدم اعتذارًا، ولا تعترف بالخطأ، ولا تقدم لذويه تعويضا، ويشجعها على هذه السياسة العدوانية المستهترة عالم تحكمه دول عظمى منافقة تفرق بين دم ودم، وبين لون ولون، وبين جنسية وجنسية، وتزعم أنها تحمي حقوق الإنسان؟! لماذا لم تستنكر دول مجلس الأمن قتل الطفل الفلسطيني أبو علياء، في حين نجدهم يتسابقون في الإنكار إذا ما قتل يهودي على يد مقاوم فلسطيني.
عالم يحكمه النفاق، وكراهة العرب والمسلمين، ينتج دولة عنصرية صهيونية تعمل خارج القانون، والنظام الدولي، والأنكى والأمر أنها تتلقى تسامحًا من دول العالم الكبرى لأن القتيل فلسطيني، وليس أزرق العينين ولا أشقر الشعر؟! (إسرائيل) دولة قتل واحتلال وعلى العالم ودوله الكبرى تقع مسؤولية إزالة الاحتلال، وإيقاف قتل الطفل الفلسطيني، لأنه فلسطيني، وإذا لم يقُم العالم بواجباته فإن الطفل الفلسطيني لن يكون الضحية وحدة، والمقتول وحده، بل سيكون أخوه قاتلًا منتقمًا، وصاحب حق الدفاع عن النفس وعن الأخ، وعن الأهل.