فلسطين أون لاين

تقرير مواطنون يشتكون من الاكتظاظ وقلة المُسوحات بمراكز الرعاية الأولية

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

تفاجأ العشريني بلال ماضي، الذي ذهب إلى مركز رعاية شهداء الزيتون الصحي بمدينة غزة، باكتظاظ المواطنين الذين قدِموا مثله للاطمئنان على صحتهم لشعورهم بأعراض تشير إلى احتمالية الإصابة بفيروس كورونا.

ورغم اللافتات الإرشادية والتوعوية التي عُلِّقت على جدران العيادة، فإن روادها لم يُظهروا التزامًا في الإجراءات الوقائية التي أقرَّتها وزارة الصحة في قطاع غزة، ما يتطلب إعادة النظر بآلية عمل مراكز الرعاية الأولية للمساهمة في خفض منحنى تسجيل إصابات كورونا.

ويشير ماضي إلى أنه يحضر إلى العيادة منذ ثلاثة أيام من أجل إجراء فحص الكشف عن الفيروس، لكنه يعود إلى منزله دون ذلك، بسبب نفاد المُسوحات الطبية، واكتظاظ المراجعين على الغرفة المخصصة للفحص.

ويقول: إن أعراض الإصابة بالفيروس بدأت تظهر على جسده منذ خمسة أيام بعد أن ثبت إصابة ثمانية من أصل 18 شخصًا من أفراد أسرته بكورونا قبل ما يزيد على أسبوع.

ولا يختلف الحال كثيرًا مع سمير شعفوط، الذي اصطحب ابنته "سميرة" ليومين متتاليين لإجراء فحص كورونا، بعد ظهور بعض أعراض المرض عليها قبل أيام.

يوضح شعفوط لصحيفة "فلسطين"، في حين يقف خارج غرفة الفحص، أن توافد سكان المنطقة كثيرًا لإجراء فحص كورونا، وعدم التزامهم التباعد رغم وجود اللافتات الإرشادية التي ملأت جدران العيادة، قد يتسبب في إصابتهم بالفيروس.

ويلفت إلى أنه حضر إلى العيادة قبل أيام وحجز موعدًا لأخذ مسحة الفحص المخبري، لكن اكتظاظ المراجعين ونقص المُسوحات جعله يداوم على زيارة العيادة إلى حين إتمام الفحص والتأكد من النتيجة.

ويشير إلى أنه عزل ابنته "سميرة" في غرفة بعيدة عن أسرته واتخذ إجراءات صحية مشددة، لتجنب مخالطتها بشقيقاتها إن ثبت إصابتها بالفيروس.

إجراءات وقائية

وفي هذا السياق، يؤكد مدير المركز الإداري سليم سلمي، زيادة عدد مرتادي العيادة والراغبين بإجراء فحص كورونا بعد مخالطتهم مصابين.

ويقول سلمي لصحيفة "فلسطين" إن إدارة العيادة استعانت في بعض الأيام بالشرطة لمنع اكتظاظ المواطنين واتباع الإجراءات الوقائية لتجنب انتقال الفيروس بينهم.

ويبين أن عدد المسوحات التي تحصل عليها العيادة يوميًّا تبلغ 50 مسحة، في حين أن أعداد المخالطين ومن تظهر عليهم الأعرض ويأتون لإجراء الفحص تفوق هذا العدد؛ ما يضطر المواطنين إلى الحضور في الأيام التالية.

ويوضح سلمي أن العيادة والعاملين فيها يعملون تحت ضغط شديد، من جراء ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، "كما تواجه العيادة نقصًا في المسوحات المخصصة لفيروس كورونا، وكذلك الكادر البشري في ظل الحالة الراهنة".

ويشير إلى أنه يُنسَّق ويُحدد موعد وصول المرضى إلى العيادة، لكن دون جدوى؛ فبعض المواطنين لا يلتزمون المواعيد المحددة والمخصصة للمراجعة، ويريدون الاطمئنان على أوضاعهم "دون مراعاة الحالة التي نعيشها".

ويلفت إلى أن المركز يستقبل يوميًّا (400-500) مريض، وفي بعض الأيام يصل عدد مرتادي العيادة إلى ألف زائر يصلون إلى قسم الصيدلة والمختبر والأشعة والتطعيم، وعيادة الأسنان، ورعاية الحمل وتنظيم الأسرة، إلى جانب رعاية أصحاب الأمراض المزمنة.

وحث سلمي المواطنين على التزام التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، لا سيما التباعد الاجتماعي، وعدم الاختلاط، ومراعاة إجراءات الوقاية والسلامة، وارتداء الكمامة لتجنب الإصابة بالفيروس.

ويشهد قطاع غزة، منذ أيام ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المصابين بفيروس "كورونا"، الأمر الذي حذرت منه وزارة الصحة بأوقات سابقة.