قال المتحدث باسم تجمع الخان الأحمر عيد جهالين: إن "تأجيل سلطات الاحتلال هدم قرية الخان الأحمر لا يُنهي القضية، حيث لم تتوقف محاولات الهدم والطرد القسري للسكان".
وأرجأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، هدم القرية البدوية الواقعة شرقي مدينة القدس المحتلة، لاعتبارات سياسية وفق قولها.
وقال مندوبو النيابة العامة الإسرائيلية أمام المحكمة العليا: توجد اعتبارات سياسية واسعة لتأخير إخلاء قرية الخان الأحمر، وذلك ردًّا على التماس قدَّمته حركة "ريغافيم" الاستيطانية ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزارة الجيش طالبت فيه بإخلاء القرية الفلسطينية.
وأضاف جهالين لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال تُضيِّق على المواطنين الفلسطينيين لمغادرة التجمع، وتستغل الظروف الدولية والإقليمية من أجل هدم التجمع.
وأوضح أن حركة "ريغافيم" الاستيطانية رفعت عشرات الدعاوى أمام المحاكم الإسرائيلية من أجل إخلاء العائلات الفلسطينية من منازلها في التجمع.
وأضاف جهالين أن سلطات الاحتلال أرجأت عملية إخلاء وهدم القرية خشية من اتخاذ المُدَّعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، موقفًا ضد (إسرائيل).
وذكر أن نتنياهو، جمَّد تنفيذ قرار إخلاء الخان الأحمر في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول 2018، بعد تحذير المُدَّعية العامة للمحكمة الجنائية، في 17 من الشهر نفسه بأن هدم التجمع وتهجير السكان عنوة من أرض محتلة، يُعدَّان جريمتي حرب بموجب ميثاق روما، بعد حركة تضامن عالمية واسعة مع الشعب الفلسطيني لمنع الهدم.
وأشار جهالين إلى أن سلطات الاحتلال تتحين الفرصة لتنفيذ عملية الهدم، كضمان وقوف المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية إلى جانبها في حال أقدمت على خطوة الهدم.
وأكد أن الاحتلال يمارس سياسة التطهير العرقي في تجمع الخان الأحمر، "ولكن أهالي التجمع مصممون على البقاء في أرضهم، ولن يتخلوا عنها، وسيتصدون لكل المحاولات الإسرائيلية الرامية لطردهم من منازلهم"، داعيًا أحرار وشرفاء العالم إلى الوقوف بجانبهم والتصدي لمحاولات تهجيرهم.
وفي السياق ذاته احتشد العشرات من الفلسطينيين، أمس، في خيمة اعتصام قرية الخان الأحمر، احتجاجًا على مطالبات الحركة الاستيطانية للمحكمة بإعادة النظر في قرار هدم القرية، ولمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وحمل المشاركون في الوقفة الأعلام الفلسطينية والرايات واللافتات التي تدعو إلى وقف التهجير ومحاولات هدم الخان الأحمر، ووقفوا دقيقة صمت وحداد على روح الراحل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسبق المناضل حكم بلعاوي.
ويُعدُّ هذا الالتماس السادس الذي تقدمه حركة "ريغافيم" الاستيطانية للمطالبة بإخلاء سكان الخان الأحمر، وقد ردَّت النيابة العامة الإسرائيلية على هذه الالتماسات بأن سلطات الاحتلال ستطرد السكان من المكان، بموجب أمر إخلاء صدر في عام 2009.
وكانت النيابة قد أبلغت المحكمة، بداية الشهر الحالي، أنه لن يُخلى الخان الأحمر في الأشهر الأربعة المقبلة، وادَّعت أن التأجيل نابع من احتياجات المحادثات مع سكان الخان الأحمر والتوصل إلى إخلاء متفق عليه، وبسبب "اعتبارات واسعة أخرى" تنعكس على توقيت تنفيذ طرد سكان القرية الفلسطينية، وكذلك على خلفية القيود النابعة من مواجهة فيروس كورونا.