عدَّ عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، الجمعة الماضية، ضربة استباقية لجأت إليها (إسرائيل) لحفظ تفوقها النووي في المنطقة.
ونبَّه الأشعل في تصريح لـ"فلسطين"، إلى أن (إسرائيل) صممت مشروعها الصهيوني على كل ما يمكن أن يقدم الدعم اللازم لتطويره، بغض النظر عن أخلاقيات الوسائل، ولذلك فإن الاغتيال طريقة أساسية لإزاحة الخصوم وإفشال المشروعات التي تعتقد دولة الاحتلال أنها موجهة ضدها، وأي تقوية للجانب الآخر تعد ضعفًا لها.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يلجأ دائمًا إلى الضربات الاستباقية باغتيال العلماء واستهداف المشاريع التي يشرفون عليها وهي في مهدها، مدللاً على ذلك باغتيال العالم المصري يحيي المشد في باريس سنة 1980، بسبب قيادته المشروع النووي العراقي، واستهداف المشروع الذي كان يقوده أيضًا.
وتتهم إيران (إسرائيل) بأنها تقف وراء عملية اغتيال العالم النووي الإيراني، وتوعد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني (إسرائيل)، بأن "نهايتها اقتربت".
وقال الأشعل: "إن العالم العربي والدول المحيطة تواطأت مع (إسرائيل) لضرب المشروع النووي العراقي"، في وقت يستهدف فيه الاحتلال وأمريكا المشروع النووي الايراني، من خلال عمليات الاغتيال والتضييق الاقتصادي وتأليب الرأي العام ضدهم.
وأضاف أن "إيران تمر بمرحلة دقيقة جدًا لأن هناك مساعي لنقل السلطة إلى رئيس جديد"، مشيرًا إلى أن (إسرائيل) تحاول التحرش بإيران لدفع الـأخيرة للرد عليها، واعتبار ذلك مبررًا كافيًا لضرب طهران قبل تسلم رئيس الإدارة الأمريكية الجديد في يناير/ كانون الثاني المقبل.
ونبَّه إلى أن ذلك مستبعد جدًا في سياسة الرئيس المنتخب جو بايدن، لأن العدوان على إيران يفتح المجال لحرب إقليمية واسعة.
وأشار إلى أن أمريكا دولة ترتكز استراتيجيتها على حفظ أمن (إسرائيل) كما تحدده الأخيرة، بما يضمن تنفيذ الاغتيالات والانتهاكات، مضيفًا أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لا ولن تتخلى عن أمن الاحتلال.
وتوقع أن بايدن لن يختلف عن سابقه رئيس الإدارة الأمريكية الحالية دونالد ترامب، في موضوع دعم الاحتلال الإسرائيلي، لكن بايدن سيعيد النشاط للسياسة الأمريكية كدولة، ولا بد من أن يركز على حل.
وأشار إلى أن إدارة بايدن المقبلة لا يوجد شيء في سياستها اسمه "صفقة القرن" لكن ذلك لا يعني أن مشاريع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ستتوقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف الأشعل أن السياسة الأمريكية ثابتة ينفذها الرؤساء المتعاقبون، وهذا يعني استمرار التشجيع الأمريكي للمطبعين مع الاحتلال والتحالف معهم أيضًا، وتنطلق في عملها من مبدأ "مَن ترضى عنه (إسرائيل) ترضى عنه واشنطن".