فلسطين أون لاين

بمستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية

بطرف صناعي ركَّبه في غزة.. "أحمد النجار" يعود إلى الحياة

...
غزة- فلسطين:

أفقدته الحرب على قطاع غزة إحدى رجليه وإحدى عينيه بعدما أصاب صاروخ سيارته فاستشهد أصدقاؤه وكتب الله له النجاة، أحمد النجار بدا سعيدًا جدًّا بطرفه الصناعي الذي أشعره وكأنما طرفه المبتور عاد إليه.

هذا الطرف الصناعي ركبه أحمد المكنى "أبو سعيد"، قبل أشهر قليلة في قسم الأطراف الصناعية بمستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة الممول من صندوق قطر للتنمية.

تزامنًا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، انهمك أحمد وهو يتلقى إحدى جلسات التأهيل بالمستشفى، في وصف سعادته بجودة الطرف متهللًا: "لقد كابدت عناء السفر وركبت طرفا قبل ذلك في إحدى الدول لكن ليس بهذه الجودة، سعدت حينها لأني استطعت أن أمشي عليه قليلا، لكنني الآن أشعر بأني ولدت من جديد".

ويتابع بابتهاج: "أصبحت ألبس الطرف معظم وقتي وأجلس مع عائلتي على الأرض "أتربع" كأنه طرف طبيعي، أساعد زوجتي وأصطحب طفلي مشيًا لمسافات لم يكن بمقدوري سيرها قبل ذلك، بل أتسوق وأحضر كل حاجيات المنزل".

ويردف: "استطعت أن أقود الدراجة الهوائية وهي رياضتي المفضلة أركبها الآن يوميًّا أصل بها إلى البحر وأمارس رياضات متعددة لأحافظ على لياقة جسدي".

ولم يخفِ أحمد اندهاشه من وجود خدمات متطورة كهذه في قطاع غزة تخفف عنه وعن غيره عناء وتكاليف السفر للعلاج في الخارج، معربًا عن امتنانه لدولة قطر.

ويقول: "لا أبالغ إن قلت كأنهم أعادوا لي ساقي التي بترت، لقد وفروا لنا أطرافًا بجودة عالية جدًّا".

من جهته يوضح رئيس قسم الأطراف الصناعية في المستشفى أحمد العبسي أنه بدعم وسعي الإدارة العليا قدم القسم ومن خلال فريق التأهيل نموذج رعاية عالي الجودة ووفق المعايير الدولية وأسهم في إدخال تغييرات إيجابية على حياة المريض ساعدته على مواجهة التحديات وتحسين جودة حياته، من خلال اتباع أسلوب التعاون والنقاش مع مراعاة الاحتياجات الفردية للمريض من الطرف بما يضمن الاستفادة القصوى منه في ممارسة وظائف الحياة اليومية والمهنية بشكل سليم ودون عقبات.

ويؤكد العبسي أن "هذه الأطراف الحديثة ستساعد مبتوري الأطراف على أن يكونوا أشخاصًا منتجين في المجتمع ويتمتعون بحياة طبيعية، وقادرين على العمل وممارسة الرياضة والهوايات، بعد أن كانت مشكلات البتر سببت للكثير منهم أمراض الانطواء ومشكلات اجتماعية لا حصر لها".

ويذكر العبسي أن "قسم الأطراف الصناعية بمستشفى سمو الشيخ حمد والممول من صندوق قطر للتنمية -استطاع ومنذ بدء التشغيل في 22 إبريل/ نيسان 2019 تقديم أكثر من 200 طرف صناعي وجهاز تعويضي بجودة عالية ويسعي القسم باستمرار لمواكبة التطورات الطبية والتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، بما يضمن خدمة نوعية تساهم في التخفيف من معاناة المرضى من ذوي البتر في قطاع غزة.