يدافع حسين الشيخ عن أوسلو بعد انتقاد الفصائل لعودة السلطة للتنسيق الأمني، فيقول لهم: أنتم تتلقون رواتبكم من أوسلو، وأنتم تحملون جواز سفر أوسلو؟! أي هو يريد ممن ينتقد السلطة وعودتها للتنسيق أن يتخلى عن راتبه، وعن جواز سفره لأنهما من نتاج أوسلو؟! وهذا لعمري دفاع سخيف وديماغوجي؟!
لقد عاش الوزير الشيخ وقادة فتح الآخرين وهم يحملون هوية الإسرائيلي، ويتلقون رواتبهم من ضابط ركن الإدارة المدنية، كان هذا قبل قيام السلطة، فهل قال لهم أحد لا تنتقدوا الاحتلال ولا تقاتلوه لأنكم تحملون هويته، وتتلقون منه رواتبكم؟! هذا العبث لم يقُل به أحد، فما بال الشيخ يلعب في دائرة العبث باسم فتح وباسم السلطة، ويحسب أنه يدافع عن أوسلو وعن العودة للتنسيق الأمني بما يحرج الفصائل التي تنتقد السلطة؟!
أنتم كنتم تحت الاحتلال في الراتب والهوية والمعيشة مضطرين لأنكم تحت الاحتلال وليس لكم أن تغادروا هذه الأشياء. والشعب والفصائل يا سيد الشيخ هم تحت السلطة مضطرين لأن السلطة فرضت عليهم، وعليه فهم لا يستطيعون المعيشة دون الجواز والراتب. هم يأخذون حقوقهم وينتقدون التخابر، وينتقدون من فرض عليهم أوسلو وهم لها كارهون.
أما قول قائل منكم إن غزة تتلقى المال القطري بعد مروره بمكتب نتنياهو، أي يريد أن يقول لغزة نحن وإياكم سواء. نعم أنتما سواء في الشكل، ولكن ثمة اختلاف كبير في الجوهر حيث إنكم تتلقون المال وثمنه التخابر مع الشاباك ضد المقاومين والفصائل، وغزة تتلقى المال من قطر بلا مقابل، وتفرض على العدو تمريره بقوة القذيفة والصاروخ؟! هذا وأنتم تلقيتم أموالًا من قطر في مرات عديدة، وكانت تأتيكم من نتنياهو أي بعد إذنه لها بالمرور.
شخصيًّا أنا لا أرى مشكلة في المال، ولا في طرق انتقاله، فكل الدول التي تتعامل بالدولار مضطرة لأخذه من خلال المصارف الأمريكية، بعد إذن البنوك الأمريكية بمروره.
المشكلة هي في التخابر والتنسيق الأمني، وفي فشل أوسلو في تحقيق أهداف الفلسطينيين، وهذه الأمور هي مناط ومواطن نقد الفصائل لكم، ولسلوككم المجافي للمفاهيم الوطنية التي وضعت أسسها الثابتة حركة فتح نفسها. اللعب في دائرة العبث لا ينتج غير العبث.