فلسطين أون لاين

الصَّباح فاكهة النهار

...
آلاء مهنا

الصُبح أجمل فترات النهار وكل شيء يكون مختلفًا فيه ولا يمكن أن تشعر به في بقية اليوم، حيث شروق الشمس والسكينة التي يُهديها لنا الوقت الباكر، حتى مشاعرك المدفونة داخلك من السهل إخراجها لأن قلبك حينها يكون مغمورًا بالحب والسعادة، لحنان الصباح وأحاسيسه المرهفة التي يوصلها لنا.

أهدروا حياتهم من تركوا فرصة الاستمتاع بالصباح تذهب ويقضونها بالنوم، فأن تستيقظ مبكرًا قبل بزوغ الشمس وتراقب الشروق من نافذة منزلك أو تنظر إلى أي شيء يُسِر نظرك، وحتى إن لم يكن أمامك ما يستحق الاستمتاع به أعتقد أن النظر إلى جمال السماء يكفي بجانب احتسائك مشروبك الصباحي، أعتقد أن تلك اللحظات كافية لأَنْ تهديك حياة جديدة.

حتى الصباح أحيانًا يحل محل الصديق، فإن كنت تشعر بالضيق فاهرب إليه فسيهون عليك ويعطيك فرصة جديدة لتكون سعيدًا وتتصالح مع الكثير من الأمور التي كانت شائكة لديك.

أهمُ ما في الصباح أنك إن بدأت به برضا فسينتهي يومك برضا أيضًا، أي استيقظ آملًا أن يكون يومك سعيدًا واصنع لك جو الصباح الذي ترغب به، فذلك سيمدك بمشاعر جميلة وإيجابية داخلك تستطيع أن تستخدمها كدرع واقية للصدمات طوال يومك.

أولئك الأشخاص الذي يقضون حياتهم في السهر وينامون في الصباح أضاعوا نصف عمرهم، وغير ذلك السهر مدمر للصحة ومخالف للطبيعة التي خلقنا الله بها، فلقد جعل الله الليل للراحة والنوم والنهار للجد والعمل، يقول الله عز وجل في سورة الفرقان آية 47:" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْل لِبَاسًا وَالنَّوْم سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَار نُشُورًا"، فعلينا أن نثق بالله وأن لكل شيء يضعه الله حكمة لأنه سبحانه وتعالى هو أعلم بكل شيء.

حين كنت في عمر الثالثة عشرة كنت أذهب مع أمي إلى منزل جدي (أب والدتي) ونبيتُ عنده فكنت أتعمد الاستيقاظ فجرًا لأجلس على درج السطح وأشاهد جميع منازل المنطقة وكأنني واقفة على جبل، كنت أستمتع بتلك اللحظات المميزة بالهدوء التي كان يرافقها نسمات هواء باردة تلامس وجهي، والأجمل من ذلك مراقبة تغير ألوان السماء من السواد ثم إلى الأحمر والأصفر وبعدها الأزرق.

كانت تلك الألوان في السماء كفيلةً بأن تشعرني بالأمان وتمدني بمشاعر رائعة وأخزنها لبقية يومي لأبقى سعيدة.

وتجربتي مع الاستيقاظ الباكر جعلتني أدرك لم الصباح فطرة؟! ولم أول صلاة نصليها وقت الفجر؟!

فالصباح كل شيء فيه يكون جميلًا ملونًا وكأننا نطير بين غيوم السماء والهواء المنعش بالأكسجين يملأ رئتينا، بالصباح نبدأ يومنا بشيء جديد حالم بعيدًا عن كل الصخب الذي تُعانيه الحياة، والصباح يولد معه الإبداع.