لا يتوقف المحامي خالد زبارقة من الأراضي المحتلة عام 1948، عن التواجد في كل ميدان بالقدس المحتلة وأحيائها وباحات المسجد الأقصى والمحاكم الإسرائيلية، لحمل هم المظلومين والضعفاء والمستهدفين رغم تعرضه للاعتقال والملاحقة والإبعاد.
نشاطه ضد مخططات الاحتلال وظلمه جعله هدفا مرصودا من مخابراته وأجهزة أمنه.
يقول زبارقة لصحيفة "فلسطين": "بداية علاقتي بالقضايا القانونية في مدينة القدس كانت عام 2007، عندما هدم الاحتلال مدخل باب المغاربة، في جريمة عرفت وقتها بجسر باب المغاربة، وكانت البداية في غاية الصعوبة والانتقام، وتم اعتقال رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، وتابعت قضيته ومن اعتقل معه، وكانت هذه البداية التي تعمقت فيها بقضايا القدس والمقدسيين بشكل أوسع".
ويضيف "بدأت أتعرف بشكل تفصيلي على مدى حجم الظلم والإجحاف في القدس على البشر والحجر والمقدسات، ووجدت مدى الكذب والتزوير الذي يقوم به الاحتلال بهدف إيجاد شرعية قانونية له في المدينة المحتلة".
"ملفات انتقامية" كما يصفها زبارقة بدأ يستلمها، لقضايا متعلقة بمعتقلين ومعتقلات لنساء وأطفال وكبار في السن، في أروقة محاكم الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال كان عبر تلك الملفات ينتقم منهم، فقط لأنهم يحبون مدينتهم ومسجدهم ويدافعون عنهما بالرباط والمواظبة على الصلاة في المسجد المبارك، مردفا "من خلال هؤلاء الناس تشربت حب القدس والأقصى، لأنني وجدت فيهم أشخاصا غير عاديين، فهم يضحون بحياتهم وبكل ما يملكون، وبأشياء لا يستطيع أي شخص عادي أن يضحي بها وذلك بمبادرة منهم، من أجل مصلحة عامة وليس لمصلحتهم الشخصية".
ويتابع "في كل مرة أدخل الأقصى أشعر أنني أول مرة أتواجد فيه، وأكون متلهفا للصلاة فيه والجلوس في ساحاته، ووجدت نفسي جزءا لا يتجزأ من مدينة القدس".
يستطرد زبارقة بقوله: "الناظر إلى المشهد الحالي يظن أن الأمور قد انتهت، وأننا قد خسرنا المعركة وعلينا الاستسلام ورفع الراية البيضاء، ولا شك أن هذه المرحلة مهمة ومعقدة وازدادت تعقيدا في الآونة الأخيرة، وظاهرها صعب جدا وبشكل كبير، والقادم أصعب بكثير مما نحن عليه، إلا أن حقيقة الأمر تشير إلى أننا أمام انفراجة قريبة، وهذا إيمان لا يتزحزح".
ولفت المحامي زبارقة إلى أن مخابرات الاحتلال ترصد كل شاردة وواردة، وتضع كل شخص مؤثر في القدس والمسجد الأقصى في عين الاستهداف والملاحقة، مؤكدا :حياتنا كمحامين تحت الرصد والمراقبة، وهذا ثمن بسيط نقدمه للقدس والمسجد الأقصى".
وأضاف "نحن نخجل أمام تضحية مقدسي فقد كل شيء من أجل القدس"، مشيرا إلى من تهدم بيوتهم، ويعتقلون ويعدمون على الحواجز كما حدث مع الشهيد نور شقير، أول من أمس، ومن قبله إياد الحلاق، عدا عن منع شخصيات دينية وازنة من دخول الأقصى أمثال الشيخ عكرمة صبري ود. ناجح بكيرات.