وعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "الجاسوس الأمريكي" جوناثان بولارد، الذي قضى 30 عاما في السجن في الولايات المتحدة لتجسسه لحساب (إسرائيل)، بترحاب حار وحياة رغيدة في (إسرائيل) بعد أن انتهت القيود المرتبطة بإطلاق سراحه المشروط.
وقال نتنياهو في مقطع فيديو وزعه مكتبه، يصور جزءا من اتصال هاتفي مع بولارد وزوجته إستر، "نحن في انتظارك بذراعين مفتوحتين حتى رغم فيروس كورونا، وسوف تستمع بالحضن الحقيقي للشعب الإسرائيلي".
وألقي القبض على بولارد، وهو محلل معلومات سابق في سلاح البحرية الأمريكية، في عام 1985 خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن، التي أبعدته بينما كان يطلب اللجوء عندما أطبق عليه رجال إنفاذ القانون، وصدر الحكم على بولارد بالسجن مدى الحياة في عام 1987.
ويوم الاثنين، انتهت القيود التي فرضت على بولارد عندما أطلق سراحه بشروط في عام 2015، وقال بولارد (66 عاما)، إنه "وزوجته سيذهبان إلى إسرائيل للعيش فيها لكن لم يحدد موعدا لسفرهما".
وقال نتنياهو لبولارد الذي تعاني زوجته من المرض "يجب أن تنعم الآن بالحياة الرغدة.. وبإمكاننا أن نعتني بإستر بأحسن علاج طبي في العالم".
وبينما كان بولارد المولود في تكساس في السجن منحته إسرائيل جنسيتها، ولوقت طويل ضغطت (إسرائيل) من أجل الإفراج عنه، لكن عدة رؤساء أمريكيين لم يستجيبوا لضغوطها.
وأقر بولارد بالذنب في عام 1986 في تهمة التآمر من أجل التجسس، وذلك بتزويد إسرائيليين بمئات الوثائق السرية التي حصل عليها من عمله في مخابرات البحرية مقابل آلاف لدولارات.
ويرى البعض أن قرار وزارة العدل الأمريكية عدم إعادة فرض أي قيود على تنقلات بولارد هو هدية الوداع لإسرائيل من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقال نتنياهو، "أريد حقا أن أهنئك على انتهاء الكابوس الذي كنت تعيش فيه، وأنه باستطاعتك العودة إلى الوطن، إلى (إسرائيل)".. وأضاف "ستكون حقا لحظة مهمة، لحظة مهمة لنا جميعا".
معلومات خطيرة
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها رفعت قيود الإفراج المشروط عن الجاسوس جوناثان بولارد، المسجون منذ عام 1985 بتهمة التخابر لصالح (إسرائيل)، مما يسمح له بالسفر إليها.
وحكم على بولارد بالسجن 30 عاما، بعد تورطه في نقل وثائق أميركية مصنفة سرية إلى (إسرائيل).
وكان الجاسوس خاضعا لقيود الإفراج المشروط في الولايات المتحدة منذ إطلاق سراحه عام 2015، رغم الطلبات الإسرائيلية المتكررة للسماح له بالعودة.
وقال بيان صادر عن وزارة العدل: "بعد مراجعة قضية بولارد، فإن لجنة الإفراج المشروط الأميركية توصلت إلى أنه لا توجد أدلة تقود إلى الاستنتاج بأنه من المرجح أن يخرق القانون"، وفق "فرانس برس".
وكان بولارد البالغ (66 عاما) محللا في استخبارات القوات البحرية الأميركية منتصف الثمانينات، عندما التقى عقيدا إسرائيليا في نيويورك، وبدأ في إرسال أسرار أميركية إلى إسرائيل مقابل عشرات الآلاف من الدولارات.
ووفق وثائق وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) التي رفعت عنها السرية عام 2012، فإن الغارة الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، التي أسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا، تم التخطيط لها استنادا إلى معلومات من بولارد.
واعتقل بولارد عام 1985 وحكم عليه بعد عامين بالسجن مدى الحياة، رغم إقراره بالذنب في إطار اتفاق أبرمه محاموه مع المحكمة أملا في تخفيف العقوبة.
وبعد إطلاق سراحه عام 2015، بقي بولارد غير قادر على التحرك، وأجبر على وضع سوار للمراقبة، كما منع من العمل مع أي شركة تفتقر حواسيبها إلى برنامج الحكومة الأميركية الإلكتروني للمراقبة.
وإلى جانب ذلك، منع بولارد من السفر إلى الخارج، وهذه القيود وفق محاميه شكلت "عوائق تعجيزية أمام قدرته على كسب عيشه".
ومع ذلك ضغطت (إسرائيل) مرارا على واشنطن من أجل إطلاق سراح بولارد، الذي يعتنق الديانة اليهودية، مما جعل قضيته من أهم القضايا في العلاقات الثنائية الإسرائيلية الأميركية.
وقال محامياه إليوت لوير وجاك سميلمان في بيان: "نحن ممتنان ومسروران لأن وكيلنا تحرر أخيرا من أي قيود. وهو الآن رجل حر من جميع النواحي. نتطلع إلى رؤية وكيلنا في إسرائيل".