فلسطين أون لاين

حماس: الأخرس كشف عجز الاحتلال عن كسر إرادة الفلسطيني

انتزع حريته من أنياب الاحتلال.. أول رسالة للأسير المحرر ماهر الأخرس عقب وصوله بيته!

...
جانب من وصول الأسير المحرر إلى بيته في جنين

انتزع الأسير المحرر ماهر الأخرس (49 عاما) حريته من السجان الإسرائيلي، اليوم، عبر معركة طويلة بـ"أمعائه الخاوية" في سجون الاحتلال استمرت 103 أيام، ليعلن بذلك انتصاره على الاعتقال الإداري، في حين عدت فصائل فلسطينية ما حققه انتصارا كبيرا على المحتل، ودليلا على أن الفلسطيني لا يمكن أن يقبل القيد والظلم.

ووفق متابعة فلسطين  أونلاني، فقد أفرجت سلطات الاحتلال عن الأخرس من معبر جبارة قرب طولكرم، وهو من بلدة سيلة الظهر في جنين بالضفة الغربية المحتلة، بعدما شرع بإضراب مفتوح عن الطعام منذ تاريخ اعتقاله في 27 يوليو/ تموز الماضي ولمدة 103 أيام؛ رفضا لاعتقاله الإداري.

واستطاع الأخرس في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري انتزاع قرار من سلطات الاحتلال بعدم تجديد اعتقاله الإداري، والإفراج عنه اليوم، مقابل تعليق إضرابه، وهذا ما تم.

وأفاد مكتب إعلام الأسرى بأن المحرر الأخرس توجه بعد الإفراج عنه لمستشفى جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس لاستكمال علاجه، قبل وصوله إلى بلدته سيلة الظهر مساءً، وسط استقبال حاشد.

وكانت محاكم الاحتلال أثناء إضرابه ترفض الإفراج عنه رغم ما وصل إليه من وضع صحي حرج، وكذلك رغم كل الدعوات التي وجهتها مؤسسات دولية وحقوقية طالبت بالإفراج الفوري عنه ووقف سياسة الاعتقال الإداري.

وترى مراكز حقوقية أن السياسة التي تتبعها سلطات الاحتلال في الاعتقال الإداري تقوّض جوهر المحاكمة العادلة، حيث يستند الاعتقال إلى أمر إداري، دون حسم قضائي، وبدون لائحة اتهام، وبدون محاكمة طبقا للقانون الدولي.

ويعد الاعتقال الإداري اعتقالا تعسفيا غير قانوني، يتنافى وأبسط المبادئ الدولية لحقوق الإنسان ومعايير العدالة، لأنه اعتقال بدون تهمة، ومحاكمة المعتقل تعـتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها.

وقال الأخرس خلال حفل استقباله، إن التحرير لا يأتي بالتفاوض لأن التفاوض خذلان، داعيا السلطة الفلسطينية للتراجع عن خط أوسلو.

وأضاف أن هدف الاحتلال هو ضرب الفلسطينيين بعضهم ببعض ولن نسمح له بتحقيق ذلك، مؤكدا "ثابتون حتى نصل إلى النصر وإضرابي كان باسم الشعب الفلسطيني وأهدي النصر إليه".

وكان الأخرس قد قال فور الإفراج عنه، إن إصراره على مواصلة إضرابه عن الطعام كان رسالة إلى العالم بالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

وأضاف في تصريحات صحفية: "الحمد لله أنني الآن بين أهلي وشعبي، وإن شاء الله نتخلص من الاحتلال بعزائم شعبنا الجبارة، ونعيش من هذا النصر إلى نصر تحرير فلسطين من بحرها لنهرها، ونكون أحرارا".

وأعرب الأخرس عن شكره لكل أحرار العالم الذي تضامنوا معه، وخاصة أبناء شعبه.

إرادة الفلسطيني

وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم إن الأخرس كشف عجز الاحتلال بكل ما يملك من أدوات بطش، وإنه لن يستطيع كسر إرادة فلسطيني أعزل إلا من إيمانه بعدالة قضيته.

وهنأ قاسم في تصريح صحفي اليوم، الأخرس بالإفراج، معتبرا أنه قدم نموذجًا للتضحية المستمرة حتى نيل الحرية.

وأكد أن الأخرس في تجربته بالأسر والإضراب قدم قدرة الفلسطيني على الصمود حتى تحقيق الأهداف.

كما هنأت حركة الجهاد الإسلامي الأخرس، مؤكدة أن خوضه معركة العز والكرامة بأمعائه الخاوية خير دليل على أن شعبنا الفلسطيني لا يقبل بالذل، ولا يرضى العيش مكبلا بالقيود".

وأضافت الحركة في بيان لها، أن الأخرس أثبت أن هذا الشعب الصابر يتوق للحرية والتخلص من الاحتلال الجاثم على صدره منذ عشرات السنين.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الأخرس سجل بصموده وأمعائه الخاوية وبحالة التضامن الشعبية والدولية الواسعة انتصارا جديدا باسم الحركة الأسيرة ضد السجان الإسرائيلي.

وأضافت الجبهة في بيان لها، أن الأخرس استطاع رغم ما تعرض له من ممارسات وانتهاكات خطيرة، أن يكسر من جديد المعادلة التي لطالما كان ينتهجها الاحتلال بحق الحركة الأسيرة ويسعى لتكريسها وفي المقدمة منها سياسة الاعتقال الإداري.

وأكدت أن معركة إسناد الأسرى بكل الأشكال وصولا لتحريرهم يجب أن تبقى على رأس أولويات الحركة الوطنية وأذرع المقاومة، باعتبار أن ما يخوضه الأسرى من ملاحم بطولية مستمرة ضد السجان هي معركة الشعب الفلسطيني كله، مع أولوية مواجهة سياسات الاعتقال الإداري والإهمال الطبي والعزل الانفرادي باعتبارها أكثر الممارسات إجراما بحقهم في السجون.

وهنأت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين الأخرس بـ"النصر الأسطوري" بعد معركة بطولية كشفت زيف أباطيل المؤسسة الإسرائيلية في إجراءاتها الظالمة والتعسفية بحق الأسرى.

وأكدت في بيان لها، أن المحرر الأخرس عبر بكل كبرياء وشموخ وصبر وإباء عن صمود أسرانا في وجه سجانهم، مثمنة صموده وصبره وجميع الأسري القابعين في سجون الاحتلال.

ودعت الحركة فصائل الشعب الفلسطيني لتكثيف وتوحيد الجهود والعمل بكل السبل من أجل الإفراج عن الأسرى، وفضح جرائم الاحتلال بحقهم.

 

المصدر / فلسطين أون لاين