قائمة الموقع

رصاصة تسرق عين بشار عليان.. أي مستقبل ينتظر الطفل المقدسي؟

2020-11-26T13:43:00+02:00
صورة أرشيفية

لم يكن يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي كأي يوم للطفل بشار عليان ابن الصف العاشر في إحدى مدارس القدس، فغده حتمًا لن يكون كأمسه، فرصاصة إسرائيلية سلبت منه إحدى حبيبتيه في مواجهات اندلعت في المخيم شمال القدس.

كان يحمل حقيبته على ظهره يتبادل الضحكات مع أصدقائه في المدرسة وأبناء صفه بعد انتهاء يوم دراسي في مخيم قلنديا شمال القدس.. يطلق العنان لعينيه تمعنان في تجاعيد المخيم المنهك وزقاقه الكئيبة قبل أن تقتحم الرصاصة تلكما العينين البريئتين سارقةً أحلامه.

مصير مجهول

يروي والد الطفل عليان ما حدث مع نجله قائلًا: "في الأسبوع الماضي تزامن عودة بشار من المدرسة مع اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، ونتيجة إجرام تلك القوات التي أطلقت الرصاص المطاطي عشوائيًّا على سكان المخيم، تلقى بشار رصاصة أصابت عينه اليسرى".

افترش بشار الأرض كما يقول والده وبدأ في الصراخ نظرًا للألم الذي لحق به، ولم يكن يعلم حينها ما ينتظر عينه من مصير مجهول، لتنقله إحدى المركبات على وجه السرعة إلى أحد المشافي القريبة من المخيم.

لحظات فقط وإذا بالطواقم الطبية تخبر العائلة بأنّ عين بشار أصيبت بضرر كبير جدًّا ويستدعي نقله إلى مشفى جامعة النجاح في مدينة نابلس نظرًا لخطورة حالته وصعوبة الإصابة.

ويشير الوالد إلى أن نجله خضع لعملية جراحية أسفرت عن استئصال عينه، مبينًا أن الرصاصة أحدثت تهشُّمًا في الجهة اليمنى من الجيوب الأنفية، وكسرًا بسيطًا في الجمجمة.

وتحدث عن حالة نجله المعنوية قائلًا: "لم أكن أعلم أن لديه هذه الروح المعنوية، فالصبر ملأ قلبه، ولسان حاله يقول: إن أخذوا عيني فقد بقيت لي أخرى أرقب فيها وطني، وأرصد بها غدر العدو حتى لا أنسى جرائمه".

وينبه عليان إلى أنه وعائلته وأولاده الثلاثة: معتز، وبشار، وبتول، تعوَّدوا جرائم الاحتلال التي طالتهم أكثر من مرة ذلك منذ طفولتهم.

استهدافات شتى

الناشط المقدسي أمجد أبو عصب قال معقبًا على ما جرى بحق الطفل عليان، إن الاحتلال يتعمد استهداف الأطفال المقدسيين بالاعتقالات والإبعاد تارة أو الاستهداف المباشر لهم تارة ثانية.

وأشار أبو عصب لـ"فلسطين"، إلى أن قوات الاحتلال في كل أحياء مدينة القدس تستهدف الأطفال بالتنكيل بهم واعتقالهم وصولًا إلى إبعادهم أو إخضاعهم للحبس المنزلي.

من جانب آخر، فان حواجز الاحتلال ولا سيَّما حاجز قلنديا القريب من المخيم أحال حياة المقدسيين من سكان المخيم إلى جحيم، فهو في أغلب الأيام يعمد إلى احتجازهم أو اعتقالهم وتعمد إعادة الطلاب ومنعهم من الوصول إلى مدارسهم، بحسب أبو عصب.

وأفاد بأن قوات الاحتلال تواصل اعتقال قرابة 400 طفل أغلبهم من مدينة القدس، محذرًا في الوقت ذاته من مغبة استهداف الأطفال المقدسيين بإغراقهم بعالم المخدرات وتجارتها وتعاطيها لإلهائهم عن القضية الحقيقية وهي الدفاع عن المدينة المقدسة.

اخبار ذات صلة